من المنتظر أن يقوم وزير الصناعة والسياحة والتجارة الاسباني ورفقة كاتب الدولة للطاقة بدرو مارين بزيارة إلى الجزائر لتكون الثانية من نوعها خلال ما يزيد عن الشهر، اليوم الاثنين للاجتماع مع السلطات الجزائرية في سبيل معالجة النزاع القائم بين غاز ناتورال الاسبانية والشركة الوطنية للغاز الجزائري سوناطراك التي تزود اسبانيا بنحو 31% من استهلاكها من هذه الطاقة. هذا واستطاعت سوناطراك الحصول على دعم غرفة التجارة الدولية في باريس، في أغسطس الماضي، لكل مطالبها المتعلقة برفع أسعار الغاز التي تصدرها لاسبانيا والتي نتج عنها إصدار حكم ضد شركة ناتورال غاز الاسبانية التي استأنفت قرار الحكم بدفع مليار و500 مليون يورو مقابل الغاز الذي استوردته في الفترة 2007-2009م بالإضافة إلى رفع أسعار الغاز بنسبة 30% ابتداء من ذلك التاريخ. وإلى ذلك تعتبر شركة غاز ناتورال أن حكم هيئة التحكيم في باريس يترك الشركة وكذلك اسبانيا في وضع المساومة في مسألة رفع الأسعار في الوقت الذي تتجه فيه الأسعار الدولية نحو الانخفاض مما سيحفز مصدرين آخرين للغاز لرفع الأسعار وهذا بدوره سينعكس على سوق الغاز والطاقة الكهربائية في اسبانيا. وترى أوساط إعلامية أن مهمة سيباستيان ستكون مهمة حساسة للغاية بسبب أن الغاز ليس العنصر الهام فقط الذي يحدد العلاقات بين الجزائر والمغرب. فالجزائر، التي لها علاقات متوترة مع المغرب، تعرف أن الطاقة يمكن ان تكون عامل "رادع جدا" عندما يتعلق الأمر في مسائل حساسة في خطر كوضع الصحراء. وهذا التعقيد بحد ذاته يفرض على سيباستيان إدارة الملف بحذر شديد بهدف الإقناع مع ممارسة الضغوط في كافة الاتجاهات. وأشارت المصادر الصحفية أن سيباستيان سينقل لنظيره الجزائري يوسف يوسفي أنه في حال تمسك الجزائر بموقفها برفع أسعار الغاز بنسبة 30%، فإن اسبانيا ستخفض مشترياتها من الغاز الجزائري وستبحث عن أسواق ثالثة.