بعد تقديمهم لإستقالة جماعية يوم الخميس 28 ماي الماضي، قدم أمس الجمعة، 20 عضوا بالمجلس البلدي لمدينة رباط الخير “أهرمومو، بإقليم صفرو، استقالتهم “الفردية” من تدبير الشأن المحلي للجماعة، إلى رئيس المجلس البلدي، احتجاجا على ما سموه ” وجود اختلالات وتجاوزات وصفوها ب ” الخطيرة ” في مجال التسيير، و”الإنفراد بالقرارات في جميع المجالات، والشطط في استعمال السلطة”. ووقع الأعضاء المستقلون، من أصل 27 في المجموع، استقالتهم الفردية وبعثوا بها يوم أمس الجمعة إلى رئيس المجلس البلدي ل”رباط الخير”. وجاء في رسائل الاستقالة الفردية الموجهة إلى رئيس المجلس البلدي، إطلعت عليها “شبكة أندلس الاخبارية” أن من بين الأسباب التي دفعت هؤلاء الأعضاء إلى تقديم استقالتهم، ” وجود اختلالات وتجاوزات خطيرة في مجال التسيير، والإنفراد بالقرارات في جميع المجالات، والشطط في استعمال السلطة و عدم إشراك المنتخبين في تسيير شؤون الجماعة، والتجاهل التام للمصلحة الإدارية للمواطنين، وكذا المشاريع التنموية، مما يساهم بشكل كبير في هدر المال العام، واستغلال الجماعة لأغراض شخصية، ناهيك عن الأخطاء والمشاكل المطروحة في المشاريع المهيكلة لجماعة رباط الخير بسبب عدم إشراك المنتخبين.” واستند المستشارون المُستقيلون إلى المادة 60 من القانون التنظيمي رقم 113.14 المتعلق بالجماعات، التي تنص على إمكانية تخلي أعضاء المجلس عن مهامهم عبر تقديم استقالة إلى رئيس المجلس. ويسري أثر هذه الاستقالة بعد انصرام أجل خمسة عشر يوماً بعد التوصل بها، وتجرى الانتخابات لملء المقاعد الشاغرة. ويُوجد ضمن لائحة المستقيلين، حسب الوثيقة التي تتوفر عليها “شبكة أندلس الاخبارية”، نواب للرئيس ورؤساء لجان ونوابهم، إضافة إلى مستشارين ومستشارات، وكلهم كانوا ضمن المكتب المُسير للجماعة. يشار إلى أن مجلس جماعة “رباط الخير” يترأسه عبد الصمد سلوان، المنتمي إلى حزب الاستقلال. وقد كانت الأغلبية مُشكلةً بالأساس من الأعضاء المنتمين إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. ولم يتبقى بجانب الرئيس، إلا 6 أعضاء بمن فيهم عضوين يوجدان خارج أرض الوطن بالولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا، ما يجعله في موقف لا يحسد عليه، خاصة أمام مطالبة الأعضاء المستقيلين من عامل صفرو التدخل لإعمال القانون وحل المجلس وإعادة انتخاب مجلس جديد. ولم يتبقى من حزب الاستقلال بالمجلس، إلا الرئيس بعد استقالة زميله، إلى جانب 11 عضوا من حزب الاتحاد الاشتراكي من مجموع 14 عضوا، اثنان منهم يوجدان خارج أرض الوطني، إضافة إلى 6 أعضاء من الأصالة والمعاصرة وعضوين من التجمع الوطني للأحرار. إستقالات أعضاء مجلس رباط الخير قوبلت بالكثير من التشكيك من طرف عدد من المواطنين بأهرمومو، والذين تسائلوا عن غياب أعضاء المجلس في الفترة السابقة، علما أن هذه الإستقالات تأتي في ظرفية انتخابية بامتياز، وهو الأمر الذي يضع مصداقيتها من الناحية السياسية على المحك، لكنها تبقى ومع ذلك في نظر البعض خطوة ايجابية من أجل إعادة الأمور الى نصابها بمجلس رباط الخير احتراما لمقتضيات القانون التنظيمي للجماعات الترابية.