حذر أستاذ علم النفس بكلية علوم التربية وعضو خلية الدعم النفسي عن بعد “Covid 19″، حمزة شينبو، من مدى تأثير المعلومات المبالغ فيها حول فيروس “كورونا” المستجد سلبيا على نفسية الإنسان، اعتبارا منه أن “كثرة المعلومات غير مستحبة”. شينبو قال، في ندوة نظمتها “خلية الدعم النفسي عن بعد كوفيد 19 بكلية علوم التربية”، إن شلال المعلومات الذي يتدفق على المتلقي، عبر مختلف قنوات الاتصال والتواصل، من شأنه أن تترتّب عنه انعكاسات سلبية على نفسية الإنسان، داعيا إلى الاكتفاء بالمعلومات الدقيقة والضرورية التي يقدمها المختصون. وأوضح شينبو أن الضغط النفسي مهم للإنسان كلما كان في حدود معينة ومتحكَّم فيه، “ولكن إذا فاق الحد المسموح ولم نعد قادرين على ضبطه فإنه يؤدي إلى مشاكل صحية”، مبرزا أن سبب الضغط النفسي الذي يعيش الإنسان يتشكّل بفعل الأفكار والمشاعر ومواقف الإنسان من الآخرين ومن الأحداث المحيطة به. وضرب مثلا بالضغط النفسي الذي تعاني منه فئات واسعة من الناس في الوقت الراهن، بسبب جائحة فيروس “كورونا”، قائلا: “صحيح أن هذه الجائحة أتت بالضغط، ولكن الموقف والأفكار والمشاعر والنظر إلى الحدث وتهويله هو الذي تكون له عواقب وكلفة انفعالية تنال من وظائف الإنسان”. وتابع، مفسّرا كيف يواجه الإنسان المحن عادة: “حين تكون هناك محنة نستحضر صورا مختلفة تتغذى على الخوف وتولد لدينا الضغط، وهذه الصور لا نختارها رغبة، بل يفرضها الواقع المحيط بنا، حيث لا يستطيع بعض الأشخاص أن يتحكموا في تفكيرهم. وهناك، في المقابل، من يُطمْئن نفسه، وهذه إستراتيجية يستدعيها الإنسان لمواجهة الخوف”. ويرى أستاذ علم النفس بكلية علوم التربية بالرباط أن الحاصل اليوم هو أن كل الأشخاص يسعون إلى التخلص من الضغط الذي يعيشونه بسبب الخوف من فيروس “كورونا”؛ لكنّ الطرق التي يتبعها الكثيرون غير فعالة، موضحا أن التخلص من الضغط ينبغي أن ينطلق من التخلص من الأفكار والتصورات والمواقف التي تسببه، والتي تنطلق من تراكمات “الذاكرة العاطفية” للإنسان. وتحدث نوفل ملاس، رئيس مصلحة الأنكولوجيا الطبية بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بفاس، عن وضعية الأشخاص المصابين بداء السرطان، وقال إن قابلية الإصابة لديهم بفيروس “كورونا” تزيد بخمس مرات مقارنة مع الأشخاص الآخرين، ومعدل الوفاة في صفوف المصابين منهم بهذا الفيروس تكون مرتفعة. وشدد البروفيسور ملاس على أن مرضى السرطان يجب أن يحظوا بالعناية الفائقة من حيث الحماية داخل المستشفيات وفي بيوتهم أيضا؛ وذلك باتخاذ تدابير احترازية وإجراءات أكثر صرامة، من أجل إبعادهم عن أي خطر محتمل للإصابة. وقدم طارق الصقلي الحسيني، نائب عميد كلية الطب والصيدلة بفاس، معطيات رقمية تفيد بأن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة هم أيضا أكثر عرضة للوفاة في حالة الإصابة بفيروس كورونا، مقارنة مع الأشخاص غير المرضى، حيث تصل نسبة المحتاجين منهم إلى الإنعاش إلى 19 في المائة، بينما لا تتجاوز نسبة غير المرضى الذين يحتاجون إلى الإنعاش، في حالة الإصابة بالفيروس، 7 في المائة. كذلك الأشخاص المتقدمون في السن هم أكثر عرضة للوفاة جراء الإصابة ب”كوفيد – 19″، مقارنة مع الأصغر سنا. ويرجع سبب ذلك، حسب التوضيحات التي قدمها الصقلي، إلى أن غالبية الأشخاص المسنين يكونون مصابين بالأمراض المزمنة؛ وهو ما يرفع احتمال الوفاة في صفوفهم. ونبه المتحدث إلى أن نمط العيش قد يشكل بدوره عاملا لسهولة تداعي الحالة الصحية للمصاب بفيروس كورونا، وخاصة المدخنين والمتعاطين للمشروبات الكحولية، أو الأشخاص الذين يعانون من السمنة، مبزرا أن في المغرب يوجد ستة ملايين شخص مصاب بالضغط الدموي من الراشدين. وأبرز الصقلي أن المرضى يعيشون تحت ضغط كبير بسبب جائحة “كورونا”، إذ ينتابهم الخوف من جملةٍ من الأشياء؛ فعلاوة على الخوف من “الخطر ومن المجهول”، الذي تؤججه كثرة المعلومات التي تصل إلى الإنسان بسرعة قياسية، فإن هذه الفئة تشعر أيضا بالخوف من الذهاب إلى المستشفى مخافة الإصابة بفيروس كورونا، والخوف من عدم توفر الدواء في الصيدليات، “وهذا يجعل المريض يعيش قلقا يفرز تأثيرا سلبيا على حياته”، يشرح المتحدث.