نفى وزير الخارجية الإسباني، مغيل أنخيل موراتينوس، أن تكون بلاده قد دفعت فدية إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من أجل إطلاق هذا الأخير لسراح الرهينتين الإسبانيين روكي باسكوال وألبيرت فيلالتا نهاية شهر أغسطس الماضي بعد أن كان قد اختطفها في موريتانيا. ونفى رئيس الدبلوماسية الإسبانية، في تدخل له أمام لجنة الخارجية للعونغرس يوم أمس الخميس، أن تكون حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية قد احتجت رسميا لدى نظيرتها الإسبانية على دفع هذه الأخيرة فدية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، من أجل إطلاق سراح الرهينتين الإسبانيين. وكانت جريدة إلمونو اليمينية قد أوردت يوم الأحد الماضي أن منسق سياسة مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية دانييل بينيامين قد قام بإبلاغ هذا الاحتجاج إلى سفير إسبانيا لدى واشنطن خورخي ديسكيار. وأكد موراتينوس أن سفير بلاده لدى واشنطن والمسؤول الأمريكي قد تطرقا خلال هذا اللقاء إلى "إمكانية العمل المشترك من أجل مكافحة منظمة إيتا الباسكية الانفصالية في الخارج". لكن بعض المراقبين يشددون على رفض العديد من دول المنطقة للطريقة التي تم بها إطلاق سراح الرهينتين الإسبانيين حيث سبق للجزائر وفرنسا أن عبرتا عن استياءهما من رضوخ الحكومة الإسبانية لضغوط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حيث أن وزارة الداخلية الجزائرية كانت قد أبدت عن امتعاضها الشديد من الطريقة التي تم بها إطلاق سراح الإرهابي المسؤول عن خطف الرهينتين، عمر الصحراوي والتي تقول مصادر أنه عضو في جبهة البوليساريو الانفصالية، وكذا دفع فدية بنحو ثمانية ملايين يوور للتنظيم من أجل الإفراج عن الرهينتين الإسبانيين. وذكرت بعض المصادر المضطلعة أنه إضافة إلى ذلك، تمر العلاقات البوليسية والإستخباراتية، ولو لم ولن يظهر ذلك رسميا، بين الجزائر واسبانيا بظروف حرجة يسعى البلدان لإعادتها إلى مجراها خاصة لما لها من أهمية في تضييق رقعة الإرهاب العالمي. هذا وكانت الجزائر وفرنسا تعارضان دوما أن تقوم الدولة الاسبانية بدفع فدية مليونية مقابل تحرير الرهائن، بل وأكثر من ذلك أن تتوسط لان يطلق سراح إرهابي محكوم من قبل المحكمة لكي يكون عملة تداول لإنقاذ الرهائن الاسبان. ويكمن سوء التفاهم بين إسبانياوالجزائر في أن النظام الجزائري الذي يواجه حربا لا هوادة فيها منذ عام 1991م مع المنظمات الإرهابية، يعتبر عمر الصحراوي، حجر الزاوية في تنمية الفرع المغربي للقاعدة كونه معروفا بتجارة السلاح والسجائر والاتجار بالبشر ويعرف جيدا مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر حيت كان عضوا في جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء عن باقي التراب المغربي. ويشار إلى أن موريتانيا اتهمت في يوليو الماضي عمر الصحراوي بالمرتزقة الذي يعمل لحساب القاعدة من أجل خطف الإسبان الثلاثة على الطريق السريع الذي يربط بين نواكشوط مع نواديبو في 29 نوفمبر 2009م. لكن الجزائر تختلف في تصنيف "المرتزقة" وترى فيها بدعة جديدة، لان المتطرفين لا يقبلون في صفوفهم سوى بالفكر الراديكالي.