توَّج لاعبون مهاجرون، أمس الأحد، فرنسا بلقب كأس العالم لكرة القدم بروسيا، بفوز ثمين على كرواتيا في نهائي المونديال، بأربعة أهداف لهدفين. وتتشكل غالبية العناصر الأساسية لمنتخب «الديوك» من أصول غير فرنسية، ويتوزَّعون بين أصول إفريقية أو عربية، إلى جانب لاعبين من بلدان أوروبية أخرى. ولا تعد تلك الواقعة هي الأولى في تاريخ فرنسا، حيث سبق أن مثَّل منتخب «الديوك» في المحافل الدولية العديد من اللاعبين المجنَّسين، وكانت البداية حين لعب السنغالي راؤول دياجني في صفوف «الديوك» في مونديال 1938. بالإضافة إلى المهاجم جوست فونتين، صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجَّلة في نسخة واحدة لنهائيات البطولة، برصيد 13 هدفاً في نسخة 1958، وهو من أصول مغربية. لكن اللاعب الأشهر في تاريخ «الديوك» هو زين الدين زيدان، صاحب الأصول الجزائرية، والذي قاد فرنسا للتتويج بكأس العالم 1998. أما بالنسبة للجيل الحالي للمنتخب الفرنسي، والذي توّج بلقب المونديال، فيضم مجموعةً كبيرة من اللاعبين المجنَّسين. اللاعبون الحاليون من أين؟ وفي هذا الصدد يبرز الحارس ستيف ماندادا، إلى جانب برنسيل كيمبيمبي، وستيفان نزونزي، والذي ينحدرون من أصول كونغولية. فيما ينحدر من الكاميرون صامويل أومتيتي، الذي رفض تمثيل منتخب «الأسود»، مفضلاً «الديوك»، بالإضافة إلى كيليان مبابي وهو من أب كاميروني وأم جزائرية. وبرز أيضاً بنيامين ميندي، وهو من أصول سنغالية، بالإضافة إلى مجموعة لاعبين ينحدرون من أصول عربية، بينهم نبيل فقير من أصول جزائرية، وعادل رامي من المغرب، وعثمان ديمبيلي، الذي ولد لأب مالي وأم من أصول موريتانية. وهناك مجموعة أخرى من اللاعبين ينحدرون من أصول غير فرنسية، بينهم الأنغولي بليز ماتويدي، والتوغولي كورينتين توليسو. أما بول بوغبا، والذي يعد من أبرز اللاعبين في تشكيلة المنتخب الفرنسي، فهو من أصول غينية، بينما نغولو كانتي من أصول مالية. وبخلاف المجنَّسين من قارة إفريقيا، تضم التشكيلة لاعبين من أصول أخرى، وبينهم الحارس هوغو لوريس، الذي تنحدر عائلته من أصول كتالونية. بالإضافة إلى أنطوان غريزمان، وينحدر من أصول إسبانية، وهو نفس الأمر بالنسبة للوكاس هيرنانديز، أما المدافع رافائيل فاران، فهو يمتلك جنسية سانت مارتين الكاريبية. وبذلك، بات القوام الأساسي للمنتخب الفرنسي، الذي توج بالنسخة الحالية لمونديال روسيا، من جنسيات مختلفة، أو بمعنى آخر من المهاجرين. يأتي ذلك في وقت تشتد فيه الهجمة على المهاجرين في فرنسا والدول الغربية الأخرى، التي وصلت إلى دعوات لطردهم من جانب اليمين المتطرف في عدة بلدان غربية. وقرَّرت الحكومة الفرنسية بشكل خاص إجراء مسح للمقيمين في مراكز الإيواء الطارئة، وسط اتهامات حقوقية بالتخطيط لعمليات طرد للاجئين. ورفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤخراً، فتح مراكز لاستقبال المهاجرين الوافدين إلى أوروبا، لأنها ليست بلد الدخول الأول.