انتُشلت جثث 37 شخصا لقوا حتفهم لدى غرق سفينة كانت تنقل سيّاحا معظمهم صينيون، قبالة منتجع فوكيت البحري في جنوبتايلاند، كما اعلنت السلطات الجمعة. وعُثر على الجثث طافية بسترات النجاة، على بعد بضعة كيلومترات من مكان الغرق. وواجهت السفينة عاصفة الخميس مع أمواج بلغ ارتفاعها خمسة أمتار، أثناء عودتها من رحلة استمرت يوما كاملا بعد أن كانت انطلقت من فوكيت. وأعلن مسؤول في البحرية التايلاندية رفض الكشف عن اسمه أن “حصيلة القتلى بلغت 37 ، مع 18 مفقوداً”. ونقلت ناجية صينية عثر عليها على بعد كيلومترات من مكان الغرق، بعدما امضت الليل في الماء، الى المستشفى في فوكيت، كما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس. ولم تعرف حالتها الصحية. وفوجئت السفينة فونيكس التي كانت تنقل 105 مسافرين، غالبيتهم صينيين، بموجة يبلغ ارتفاعها خمسة امتار بعدما تجاهلت معلومات عن امكان هبوب عاصفة في هذا الفصل الذي يشهد رياحا موسمية وامواجا صاخبة في بحر أندامان. وقال وو جون الذي كان قرب سرير زوجته في المستشفى ان “السماء كانت صافية عندما انطلقنا، لم نكن نتصور ان الطقس يمكن ان يتغير بهذه السرعة”. ونقلت جثث موضوعة في أكياس الى فوكيت ومنها الى المستشفى للتعرف اليها. والحطام، كما تقول البحرية التايلاندية، على عمق 40 مترا، وعلى بعد بضعة كيلومترات من جزيرة كوه هي الصغيرة المعروفة بشعابها المرجانية. وبالاضافة الى الغطاسين الذين يشاركون في عمليات البحث، مشطت مروحيات الجمعة المنطقة. وقال حاكم فوكيت نورافات بلودثونغ للصحافيين “لست متأكدا فعلا من عدد الذين يمكن ان يبقوا على قيد الحياة”. وتم انقاذ حوالى 50 شخصاً الخميس، قبل وقف عمليات البحث خلال الليل. وحصيلة حادث الغرق هذا تجعل منه واحدا من أسوأ حوادث الغرق في التاريخ الحديث لتايلاند. وأمر المسؤول الثاني في المجموعة التايلاندية الحاكمة براويت وونغسوون، بفتح تحقيق حول الاسباب التي حملت السفينة على الإبحار على رغم المعلومات عن امكان هبوب عاصفة منذ الاربعاء. ويبدو ان عددا كبيرا من السفن قد تجاهل تحذيرات بعدم نقل السيّاح الى جزر حول فوكيت. وواجهت سفن أخرى صعوبات مساء الخميس في المنطقة نفسها، لكن امكن في النهاية انقاذ جميع المسافرين، بحسب الحاكم. وكانت السفينة فونيكس عائدة من كوه راشا وهو مكان مفضل لهواة الغوص. ووصل موظف قنصلي صيني الى مركز العمليات في فوكيت للاشراف على عمليات الانقاذ. وتجتذب فوكيت اعدادا كبيرة من الزائرين الاجانب، بمن فيهم الغربيون والسائحون الصينيون الذين يشكلون حوالى ثلث ال 35 مليون شخص المنتظر وصولهم الى تايلاند هذه السنة. وفي العام الماضي زار 9,8 ملايين سائح صيني تايلاند، وفي الاشهر الخمسة الاولى من السنة الجارية، بلغ عددهم خمسة ملايين. وتشكل تايلاند محط أنظار وسائل الاعلام العالمية بسبب عملية لا تزال جارية لانقاذ 12 طفلا ومدربهم لكرة القدم عالقين منذ 13 يوما في مغارة تايلاندية غمرتها المياه في شمال البلاد.