يعتبر حضور رئيس الحكومة المغربية وزعيم حزب العدالة والتنمية الإسلامي، عبد الإله بنكيران، حفل العزاء الذي أقيم اليوم الخميس في بيت الشيخ عبد السلام ياسين، إثر وفاة مرشد جماعة العدل ولاإحسان، بمثابة رسالة تهدئة يبعثها القصر الملكي لأكبر "حزب معارض" للنظام في المغرب. وكانت رسالة رئيس الحكومة المغربية، أو "حكومة صاحب الجلالة" كما تسمى في الأعراف السياسية المغربية، واضحة من خلال التصريح الذي أدلى به بنكيران للصحافة أمام بيت الفقيد حيث أكد على "المقاربة السلمية في الدعوة" التي كان ينتهجها الشيخ عبد السلام ياسين مما يعكس توجس الجهات الرسمية في البلاد من تغيير مسار أكبر حركة معارضة في المغرب بعد وفاة مؤسسها ومرشدها. وينتظر العديد من المراقبين مرور تشييع جثمان الشيخ عبد السلام ياسين ومعرفة أهمية الوفد الرسمي الذي سيشارك في هذا التشييع لمعرفة مدى استعداد القصر لمد جسور الحوار بينه وبين جماعة العدل والإحسان وهي الجسور التي تم قطعها بعيد تولي الملك محمد السادس العرش سنة 1999. وتتخوف الجهات الرسمية في البلاد من تصلب مواقف الجماعة المحظورة بعد وفاة الشيخ عبد السلام ياسين، مما يجعل كل الأنظار موجهة إلى ما ستسفر عنه المداولات داخل مجلس إرشاد الجماعة لاختيار مرشد جديد وكذا طريقة اختيار هذا الأخير. هذا وكانت جماعة العدل والإحسان قد أعلنت في وقت سابق أن الشيخ عبد السلام ياسين، مرشد الجماعة، قد وافته المنية صبيحة اليوم الخميس 28 محرم الحرام 1434 الموافق ل13 دجنبر 2012 عن سن يناهز 87 سنة. وفي بلاغ مقتضب على موقعها الرسمي نعت الجماعة "إلى كافة الأعضاء والمتعاطفين وإلى الشعب المغربي وإلى أمة رسول الله صلى الله وسلم رجلا من رجالها العظام وعالما من علمائها الأفذاذ". وسيشيع الشيه ياسين إلى مثواه الأخير غدا الجمعة من مسجد السنة بالرباط بعد صلاة الجمعة.