أثارت وسائل الاعلام الفرنسية قضية الشاب المسلم أيمن وهو مهاجر تونسي، وصل الى فرنسا بطريقة غير قانونية عام 2013. أيمن البالغ من العمر 25 عاما ولا يملك إقامة في فرنسا قال إنه يشعر بالأسى وبعدم المساواة ويتساءل “هل هناك شتاء وصيف على سطح واحد؟” وهل هناك “ابن ست وابن جارية؟”. السبب الذي دفع بأيمن لهذا القلق والحزن هو مقارنة نفسه بالشاب المالي مامادو غاساما في إنقاذه لطفل معلق على شرفة أحد الأبنية، ما حدا برئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون لاستقباله ومنحه الجنسية الفرنسية وتأمين عمل له في مصلحة الدفاع المدني. والسبب في هذه المقارنة تعود للعام 2015، وتحديداً للعاشر من شهر ابريل. في الوقت الذي كان يسير مع رفيقين له في أحد شواع بلدة فوس في منطقة فال دواز، سمع صراخ امرأة تطلب النجدة لإنقاذ طفليها من الحريق الذي نشب في مطبخ منزلها. ولم يتوان أيمن أو رفيقاه عن المخاطرة بأرواحهم. المرأة لم تكن قادرة على القول بوضوح أين يوجد طفلاها، لكن أيمن وأحد رفيقيه تمكنا من العثور على الصغيرين. لقد كانا في الطابق الأول. فحمل أيمن أحدهما وعمره 14 شهراً فيما حمل رفيقه الطفل الثاني وعمره 4 سنوات. وخرجا بهما سليمين من المنزل رغم كثافة النيران. أما الشاب الثالث فجاهد لإطفاء الحريق قبل وصول رجال الإطفاء. ولأن الرفاق الثلاثة غادروا المكان بالكثير من السرية، ودون أدنى جلبة او دعاية إعلامية، اضطرت ربة المنزل لإطلاق نداء للتعرف عليهم وتقديم شكرها لهم. وبعد ثلاثة أسابيع من هذه الواقعة، قدم رئيس بلدية المدينة لكل منهم ميدالية لما أظهروه من شجاعة. كما حاول رئيس البلدية، عام 2017، التدخل والتوسط لدى السلطات المختصة لإعطاء أيمن أوراقاً رسمية تجعل إقامته على الأراضي الفرنسية شرعية. كما وضع نفسه في تصرف هذه السلطات كضامن لأيمن لما أظهره من أخلاق عالية وعمل بطولي. لكن محافظ منطقة فال دواز قطع الطريق على آمال الشاب ورفض في كانون الثاني/يناير الماضي أي تدبير استثنائي لجعل إقامته شرعية. لكن الاعتراف الرئاسي بالعمل الشجاع للشاب مامادو غاساما، دفع بأيمن لتقديم اعتراض على قرار المحافظ أمام المحكمة الإدارية في مدينة سيرجي-بونتواز. كما تقدمت محاميته فيليبين باراستاتيس بطلب الى رئيس الجمهورية للقائها، وتضيف “ليشرح لي ما هو الترتيب الهرمي لأعمال الشجاعة (…) هل انقاذ طفل عبر تسلق مبنى هو عمل أكثر بطولة من انقاذ طفلين تهددهما النيران. كم كان سيء الحظ لأنه لم يتم تصويره”. وقالت باراستاتيس “لدينا حالتان متطابقتان، ومع ذلك الردود القضائية جاءت متناقضة تماماً”. وأضافت “إذا تم التحقق من أوراقه في الشارع وتبين إن وضعه غير قانوني فسيتم توقيفه وترحيله خارج فرنسا. فهذا تعامل وفق معارين”.