دعا تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إلى إنشاء "ويكيبيديا" مغربية، وشبكة مضامين في مواقع التواصل الاجتماعي باللغات الوطنية تسهل الولوج إلى خدماتها، وذلك من أجل نشر وتعميم محتوياتها على أكبر عدد ممكن من الشباب، ومحاصرة التوظيف المخل بالقيم باعتبار أن المواقع الإباحية الأكثر عنفا. التوظيف المخل بالقيم وطالب تقرير المجلس حول "التكنولوجيات والقيم: الأثر على الشباب"، بضرورة محاربة الاستعمالات السلبية للتكنولوجيات الرقمية في الغش والتحرش والعنف والتعصب، ومحاصرة التوظيف المخل بالقيم، مبينا أن نتائج البحث الذي قام به بينت أن المواقع التي تعتبر الأكثر عنفا هي المواقع الإباحية. وكشف التقرير الذي أعدته لجنة مجتمع المعرفة والإعلام بالمجلس، عن استعمال 62 بالمائة من المستجوبين الانترنيت للبحث عن المعلومات المهمة جدا، مضيفا أن أزيد من 50 بالمائة يرون أن الانترنيت يساهم في تقوية الروابط العائلية. وسجل التقرير أن 20 بالمائة من المستجوبين عبروا عن استعدادهم للاستغناء عن الانترنيت نهائيا، وأوضح أن 37.8 بالمائة يرون أن الانترنيت لا ينتج العنف إلا قليلا أو لا ينتجه تماما، فيما يرى 29.5 بالمائة أن العكس هو الصحيح، مشيرا إلى أن أكثر من النصف يرون أن مصداقية المعلومات في الإنترنيت متوسطة. تأسيس مرصد وطني وأوصى مجلس "بركة" بضرورة إجراء بحث وطني أكثر شمولية حول إشكالية "التكنولوجيات والقيم"، وتأسيس مرصد وطني لتتبع تأثيرات التكنولوجيا على القيم، إلى جانب إطلاق مواقع الإنترنيت الموضوعاتية ذات المضامين الهادفة أو إغناء وتطوير الموجود منها لتقديم مضامين للشباب قصد تعزيز المعارف المدرسية والجامعية. وشدد التقرير على ضرورة دعم وتشجيع الجامعات ومراكز البحث الوطنية من أجل الاهتمام بإنجاز أبحاث ودراسات تساعد على تمكين المغرب من تطوير قدرات وتكنولوجيات رقمية وطنية تستجيب لحاجيته الحيوية في كافة المجالات، مع الحرص على إعلاء قيم الانتماء الوطني واللغات الوطنية والذاكرة الثقافية المشتركة للمغاربة. ورأى التقرير ضرورة إطلاق نقاش وطني واسع حول "التكنولوجيات والقيم"، تشارك فيه كل الفعاليات الوطنية المعنية بالموضوع، وذلك من أجل بلورة رؤية جماعية عن التحديات التي تطرحها هذه الإشكالية على المجتمع المغربي، علاوة على إرساء إستراتيجية ثقافية وتربوية وطنية عصرية ملائمة للعرض الرقمي. الإدماج الأمثل للتكنولوجيات ودعا تقرير المجلس إلى الإدماج الأمثل للتكنولوجيات الرقمية في النظام التربوي والتعليمي، بما يجعله قادرا على بث المبادئ المحفزة على العمل والتسامح والمبادرة والتعايش، إلى جانب الحرص على احترام قيم العمل والنزاهة والمساواة ونبذ التطرف والعنف، ومختلف القيم البانية. وحث المجلس على ضرورة العمل على برمجة مضامين في التكنولوجيات الجديدة ضمن التكوين الأساس للفاعلين التربويين، أساتذة وإدارة تربوية، معرفيا وقيميا، بالإضافة إلى إعادة الاعتبار للثقافة العامة في البرامج المدرسية وفي المدارس العليا التقنية لاكتساب المعارف الجديدة وبناء شخصية الطالب على القيم. وأوصى تقرير المجلس بتشجيع المبادرات التي تشتغل في مجالات التدريب الإعلامي الرقمي لمحاربة السلوكات اللامدنية أو الحاطة بالقيم والتطرف العنيف، وتطوير مساحات النقاش حول هذا النوع من الموضوعات، إلى جانب تقوية برامج وأنشطة المجتمع المدني في مجال الدفاع عن قيم المجتمع الديمقراطي والارتقاء بحقوق الإنسان. الانترنيت آمن نسبيا وفي ما يتعلق بالنتائج الإحصائية الأخرى، كشف التقرير عن اعتزاز ثلاثة أرباع المستجوبين بانتمائهم للأمة المغربية، وبأن الهوية المغربية في الانترنيت تتحدد أساسا في التبادل بالدارجة المغربية والتضامن مع المغاربة الآخرين في الانترنيت، مضيفا أن 16.7 بالمائة يرون أن الانترنيت يشجع التسامح مقابل 11.1 بالمائة يرون العكس. وسجل التقرير أن الغالبية ترى أن الانترنيت آمنا نسبيا، موضحا أن ذلك يتجلى في استعمال الثلثين هويتهم الحقيقية، مضيفا أنهم يقدرون أن أهم الحدود التي يراعونها في استعمالهم للأنترنيت هي من طبيعة دينية ثم تليها اعتبارات سياسية. ونبه التقرير إلى غياب دراسات معمقة بالمغرب حول التفاعل بين القيم وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، موضحا انه في إطار إحالة ذاتية عهد إلى لجنة مجتمع المعرفة القيام بإعداد تقرير ورأي في الموضوع، وذلك لتسليط الضوء على التغييرات التي يمكن أن تنجم عن الاستخدام المتنامي للتكنولوجيات الرقمية في ما يتصل بحماية القيم التي تشكل ركيزة التماسك الاجتماعي.