خلصت دراسة حول توظيف الموارد الرقمية بالمدرسة الابتدائية الواقع والآفاق، شملت نيابتي مكناس وزاكورة، أن واقع توظيف الموارد الرقمية واستثمارها لم يرق إلى المستوى المطلوب ويعرف مجموعة من التحديات والصعوبات. وأظهرت نتائج الدراسة، التي أنجزت من لدن المفتشين التربويين عبد الغني اسليماني وشرف الدين حاجي كون 61 % من الأساتذة المبحوثين، و56% من عينة المفتشين لم يخضعوا لأي تكوين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. فيما تبين النتائج ذاتها، أن 39% من الأساتذة المستجوبين قد خضعوا لتكوين في توظيف الموارد الرقمية في التدريس، 55% منهم استفادوا من تكوين في برنامج أنتيل للمستقبل (تكوين جيني)، و35% منهم أثناء التكوين الأساس، بينما 9 % منهم في إطار تكوين في برنامج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجال التعليم والتطوير المهني (تكوين جيني). وأشارت نسبة 61 ? من المستجوبين إلى التكوين لم يساعدهم على توظيف المضامين الرقمية بشكل جيد، بسبب ما وصفته نسبة 23? من لدن هؤلاء بكون التكوين كان تقنيا، بينما أفاد 24? أن طريقة التكوين لم تكن فعالة، أما 34? فقد عبروا بأن مدة التكوين لم تكن كافية، وصرح 18? منهم أن التكوين كان نظريا ولم يقارب الجانب الديداكتيكي، حسب نص الدراسة. واعتبرت نتائج الدراسة أن، الموارد الرقمية التي تعتبر بمثابة حجر الزاوية في مسار إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التدريس، لا يزال استغلالها في المدرسة الابتدائية يواجه العديد من الصعوبات التي تعزى أسبابها، حسب ما مجموعه 40 % من الأساتذة المستجوبين إلى كونها مرتبطة أساسا بعدم توفر الموارد الرقمية الكافية، فيما وذهب 24 % منهم إلى كونها مرتبطة بصعوبة إدراج المورد الرقمي ضمن مخطط الدرس، كما أشار 17 % من المبحوثين على أنها مرتبطة بصعوبة استعمال الموارد الرقمية المتوفرة وعزت نسبة 16 % منهم إلى صعوبة استعمال الموارد الرقمية المتوفرة. ومن جانبهم عبر أزيد من 90 بالمائة المفتشين المستفيدين من التكوين أن هذا التكوين لم يساعدهم على تأطير الأساتذة في التوظيف البيداغوجي للمضامين الرقمية في التدريس، حيث أكدوا بنسبة 89% أن طريقة التكوين غير فعالة، فيما ترى نسبة 55% أن التكوين كان نظريا ولم يقارب الجانب الديداكتيكي، كما اعتبرت نسبة 33% أن مدة التكوين غير كافية. ودعا المشرفان على البحث إلى اعتماد استراتيجيات واضحة وفعالة، من شأنها المساهمة في توظيف الموارد الرقمية بشكل أمثل، في تكوين مختلف الفاعلين التربويين وفي تعميم تجهيز المؤسسات التربوية، بما فيها الوحدات المدرسية، بالعتاد الرقمي الكافي، وتوفير الموارد الرقمية المناسبة. وشددا على كون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي أضحت خيارا استراتيجيّا في مشروع مدرسة الغد، وإحدى أهمّ ركائزها ذلك أن التحكم في هذه التكنولوجيات يعتبر من أبرز سبل تأهيلا لناشئة لمواجهة تحدّيات المستقبل. وإدماجها في التعّلم لا يتّخذ شكل إضافة مادّة تتعّلق محتوياتها بالحاسوب وبمكوّناته وبرمجيّاته، وإنّما هو توظيف للمهارات والمعارف المتّصلة بهذه التكنولوجيا في أنشطة التعّلم بهدف بناء المعرفة. يشار أن هذه الدراسة، التي استهدفت خلال الموسم الدراسي 2012/2013، 2192 أستاذا وأستاذة بنيابة مكناس مقابل 1641 أستاذا وأستاذة بنيابة زاكورة، مقابل 27 مفتشا ومفتشة تربوية للتعليم الابتدائي في النيابتين. ركزت على منهج المسح الاجتماعي، من خلال جمع المعلومات والبيانات عن الظاهرة المدروسة، قصد التعرف على وضعها الحالي وجوانب قوتها وضعفها، عبر جمع بيانات من أعداد كبيرة من المبحوثين عن طريق الاتصال بأفراد مجتمع البحث سواء كان الاتصال مباشراً وجهاً لوجه أو عبر الهاتف أو بريدياً، أو من خلال استمارات تحتوي على أسئلة مقننة.