انشق... لم ينشق. على هذا عاش السوريون الساعات الماضية بعد ان اعلنت المعارضة السورية انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع عن النظام وفراره الى الاردن، وهو ما نفاه مصدر سوري رفيع المستوى. فقد نقلت قناة «العربية» الاخبارية عن لؤي المقداد من المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر اعلانه انشقاق الشرع عن نظام بشار الأسد ووصوله الى الأردن، مشيرا الى فرار ضابطين من رتب عالية في ظل موجة انشقاقات كبيرة. وقال المقداد ان جيش النظام نشر قناصته على الحدود السورية الأردنية في محاولة لاعتقال الشرع بعد تأكيد خبر انشقاقه، مضيفا أن نظام الأسد كان يسعى الى اتهام الجيش الحر بقتل الشرع. وذكرت القناة ان «انشقاق الشرع يعد أكبر انشقاق يطال النظام السوري، حيث ذكرت مصادر متطابقة اختفاءه من العاصمة دمشق قبل أيام، ولم يعلن عن انشقاقه بشكل قاطع الا بعد وصوله الى الأردن». ووضع رجل الدين السوري المعارضة عدنان العرعور على موقع على «فيسبوك» خبرا يؤكد انشقاق الشرع، الا انه قال انه لم يتم بعد تأمين نائب الرئيس. وفي المقابل، نفى المكتب الصحافي للشرع انشقاق نائب الرئيس. وقال مدير المكتب عبد السلام حجاب ل «بي بي سي» ان الشرع «لم يفكر في اي لحظة بترك الوطن الى اي جهة كانت». واوضح حجاب إنه «منذ بداية الازمة ولا سيما منذ اللقاء التشاوري الذي عقد في شهر يوليو من العام الماضي يعمل الشرع مع مختلف الاطراف على وقف نزيف الدماء في سورية بهدف الدخول الى عملية سياسية في اطار حوار شامل لانجاز مصالحة وطنية تحفظ للبلاد وحدة اراضيها وسلامتها الاقليمة واستقلالها الوطني بعيدا عن اي تدخل عسكري خارجي». ونقل حجاب عن الشرع ترحيبه بتعيين الاخضر الابراهيمي ممثلا خاصا للامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية. وأضاف إن نائب الرئيس السوري «يؤيد تمسكه ( الإبراهيمي) بالحصول على موقف موحد من مجلس الامن لانجاز مهمته الصعبة من دون عوائق». وقال عضو المجلس الوطني السوري مروان حجو الرفاعي ان الشرع انشق بالفعل وليس لديه مكتب ليصرح باسمه. وكانت قناة «روسيا اليوم» نقلت عن مصدر سوري وصفته بانه رفيع المستوى قوله أن الأنباء التي تحدثت عن انشقاق الشرع وهروبه للأردن غير صحيحة. وقال المصدر ان الشرع سيظهر على الشاشة السورية لينفي هذه الشائعة بنفسه. واللافت ان «روسيا اليوم» نفسها كانت قد تفردت قبل ايام بان اوردت على موقعها الالكتروني خبرا عاجلا يشير الى انباء «غير مؤكدة» عن انشقاق الشرع. وكانت «العربية» قد اكدت الاسبوع الماضي ان الشرع انشق وغادر البلاد الأمر الذي نفاه في حينه مكتب الشرع، مؤكدا ان «الشرع في دمشق وعلى رأس عمله وننفي الافتراءات والاكاذيب بحقه في اطار الحملة التي تستهدف سورية وقيادتها». يذكر ان المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في سورية رياض الشقفة قال ل «الراي» في حديث نشر في وقت سابق من الشهر الجاري ان الشرع قيد الاقامة الجبرية في سورية والمعارضة لا تحاول الاتصال به حتى لا تعرض حياته للخطر. والشرع سياسي وديبلوماسي تقلب في مناصب عدة وتقلد مسؤوليات مختلفة، حيث ولد بدرعا في العاشر من ديسمبر العام 1938، وتخرج في كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية في جامعة دمشق العام 1963. وفي العام 1972 غادر دمشق ليكمل دراسته في جامعة لندن حيث درس القانون الدولي، لكنه بدأ مسيرته المهنية في شركة الطيران السورية العام 1963 حتى العام 1976 حين عين سفيرا في روما، وقضى في منصبه هذا ما يقارب أربع سنوات، ليتم تعيينه العام 1980 وزيرَ دولةٍ للشؤون الخارجية وبعدها بأربع سنوات عين وزيرا للخارجية.