انشق رئيس الوزراء السوري رياض عبد الرؤوف حجاب عن نظام الرئيس بشار الأسد ولجأ إلى الأردن وأعلن من هناك انضمامه إلى الثورة السورية، حسب تصريحات أدلى بها المتحدث باسمه محمد عطري للجزيرة. وتلا عطري بيانا نيابة عن حجاب (46عاما) قال فيه إنه يعلن انشقاقه "عن نظام القتل والإرهاب" وانضمامه "إلى صفوف الحرية والكرامة وأنه يعتبر نفسه جنديا من جنود هذه الثورة المباركة"، مضيفا أن حجاب نفسه "سيطل عليكم" في وقت لم يحدده "كي يتحدث بلسانه ويعبر عن مشاعره". وقع هذا التطور السياسي الأبرز منذ اندلاع الثورة السورية قبل 17 شهرا بعد يوم من انشقاق مسؤول فرع المعلومات في جهاز الأمن السياسي يعرب الشرع، الذي يوصف بأنه ينتمي إلى الدائرة الضيقة لنظام الرئيس بشار الأسد والعارفة بأسراره. وكان الرئيس بشار الأسد قد عين حجاب -الذي شغل منصب وزير الزراعة في حكومة عادل سفر- رئيسا للوزراء في يونيو/حزيران الماضي، بعد انتخابات برلمانية أجريت في مايو/أيار الماضي قالت السلطات إنها خطوة نحو الإصلاح السياسي لكن المعارضين رفضوها. منذ التعيين وكشف عطري أن الانشقاق خطط له منذ تعيين حجاب في المنصب قبل شهرين ونصف، مؤكدا أن الأخير خير وقتها بين القبول بالمنصب والقتل. وأضاف أن عملية فرار رئيس الوزراء إلى الأردن أشرف عليها الجيش السوري الحر، وأن عشرة أسر رافقته بينها أسر أشقائه الثمانية ومنهم مسؤولون في وزارتي النفط والبيئة. الجيش الحر رتب عملية فرار حجاب إلى الأردن (الجزيرة) وكان التلفزيون السوري قد أعلن في وقت سابق اليوم نبأ إقالة حجاب المنتمي إلى إحدى عشائر محافظة دير الزور من منصبه دون ذكر مزيد من التفاصيل، ثم أعلن في وقت لاحق أن الرئيس بشار الأسد عين نائب رئيس الوزراء عمر قلاونجي بمهمة تسيير أعمال الحكومة. ونقل مراسل الجزيرة في الأردن عن مصادر من عائلة حجاب أنه بات الآن جزءا من سوريا الجديدة، وأن عملية الانشقاق كانت منظمة وأخذت وقتا طويلا ومرت بمراحل عدة، كما أنها تمت بناء على تصور سياسي. وقال إنه منذ اختفاء حجاب عن الأنظار في السابعة من مساء الأمس حدثت حالة طوارئ على الحدود الأردنية السورية، وكان هنالك حالة استنفار وقطع للكهرباء والاتصالات في بعض الأماكن إضافة إلى عمليات قصف على بعض المناطق. وأضاف أن النظام لم يكن يدري أين يوجد رئيس الوزراء، لكنه كان يقدر أنه سيغادر عبر محافظة درعا وبمساندة من ثوارها مع العلم أن ملابسات هروب حجاب وأسرته لم تتضح بعد. وكان حجاب قد عمل وزيرا للزراعة، وقبل ذلك كان محافظا لمحافظة درعا ثم محافظا للاذقية وهو حائز على درجة الدكتوراه في الهندسة الزراعية. جورج صبرا: حجاب يضيف الكثير للمعارضة (الفرنسية) ردود المعارضة وفي ردود الفعل على انشقاق أرفع مسؤول سوري منذ اندلاع الثورة، وجه المتحدث باسم المجلس الوطني السوري جورج صبرا عبر الجزيرة تحية لرئيس الوزراء المنشق "على شجاعته وحكمته" مؤكدا أن انشقاق حجاب "يضيف الكثير للمعارضة". بدوره اعتبره المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني حسن عبد العظيم خلال اتصال مع الجزيرة "تحولا نوعيا في مسار الثورة السورية". ومن على الحدود التركية السورية قال رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ في اتصال مع الجزيرة إن انشقاق رئيس الوزراء دليل على أن النظام قد انتهى، مضيفا أن ما يعيق انشقاق الكثيرين هو القبضة الأمنية التي تطبق على أنفاس الشعب السوري. المصدر / الجزيرة.نت