عزز الجيش الإسرائيلي وحدة تابعة له متخصصة في الحرب الإلكترونية بثلاثمائة عنصر محترف بعد تصاعد هجمات قراصنة الإنترنت من المنطقة العربية على مواقع إلكترونية لمؤسسات إسرائيلية إستراتيجية عامة وخاصة. وتضم الوحدة (هيئة سايبر قومية) التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية نخبة من خبراء الحاسوب والتكنولوجيا وأنظمة المعلومات وقراصنة الإنترنت، وستوكل إليها مهمة تحصين المواقع الإلكترونية الحكومية وحماية منظومة الشيفرات بالأجهزة الأمنية والجيش وجهازي "الموساد" و"الشاباك". ويأتي توسيع عمل الوحدة لتعزيز قوة وقدرة الردع لدى الجيش في الحرب الإلكترونية عقب هجمات القرصنة التي تعرضت لها مواقع حكومة ومواقع وبعض المصارف والبورصة وشركة الطيران(العال), وبعد تزايد التهديدات باستهداف شبكات الإنترنت الأمنية والمدنية. ويرى محللون أن تل أبيب أمام مرحلة جديدة حافلة بالتحديات والمتغيرات الإستراتيجية، مما يقتضي الاستعداد بشكل مغاير وغير تقليدي. الحرب الافتراضية ولاحظ الباحث بالمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية أنطوان شلحت أن إسرائيل أصبحت تعتبر أن الحيز الافتراضي مجال قتالي جديد على غرار البر والبحر والجو والفضاء، وأن ذلك يستدعي دمجه بإستراتيجيتها الأمنية. وقال للجزيرة نت إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أعلن في مايو/أيار الماضي عن إقامة "هيئة سايبر قومية"، موضحا أن الهدف من هذه الهيئة توسيع القدرات الإسرائيلية على شبكات البنى التحتية الحيوية إزاء هجمات "إرهابية" افتراضية تشنها دول أجنبية أو عناصر "إرهابية". وأضاف أنه يمكن استنتاج أن الحرب الافتراضية أصبحت بالفعل عنصرا من عناصر الإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية في ظل المواجهة التي تخوضها تل أبيب مع القراصنة وأيضا مع المشروع النووي في إيران. وتابع الباحث قائلا إن مجال الحرب الافتراضية يلائم تماما النظرية الهجومية لإسرائيل، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتزم توفير حماية جيدة، والقيام في الوقت نفسه بهجمات افتراضية كمكون إضافي للمكونات التقليدية الثلاثة في عقيدة الأمن الإسرائيلية وهي الردع والإنذار والحسم. من جهته, أوضح الخبير في الشأن الأمني الإسرائيلي مسعود اغبارية أن اختراق مواقع إسرائيلية مهمة يشغل الإسرائيليين بقوة هذه الأيام. وقال للجزيرة إن الإنترنت كان له دور كبير خلال العدوان على غزة في 2009, وإن التخوف الإسرائيلي تعاظم عقب ذلك العدوان ثم تشكلت الوحدة الإلكترونية التي تعززت مؤخرا عقب عمليات القرصنة. وقال اغبارية أيضا إن العدوان على غزة أحدث سعيًا لاختراق المواقع الإسرائيلية لدى كثير من العرب والمسلمين خاصة في دول متقدمة تكنولوجيا مثل ماليزيا والهند وإيران وتركيا وحتى مصر. ففي تلك الدول أرض خصبة لعمليات القرصة الإلكترونية ضد إسرائيل باعتبارها عملا من أعمال المقاومة, وهو ما يضع إسرائيل في موقع الدفاع. وعزا الخبير ذاته مصدر القلق الإسرائيلي من هذه المعركة إلى أنها غير مكلفة لمن يبادر بها حيث لا تتطلب سوى حاسوب بسيط مع تقنيات تكنولوجية عادية.