شكلت النسخة السادسة من ( حوار وارسو من أجل الديموقراطية) ،الذي التأم أمس الخميس واليوم الجمعة ، مناسبة لإبراز تجربة المغرب في مجال الصحافة والتطور الإيجابي للقطاع من الناحيتين المهنية والتشريعية . فقد استعرض سامي المودني، رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب ، خلال جلسة مكرسة لموضوع "الإعلام الحر والمستقل"، خصوصيات المغرب في سياق التحولات العميقة التي عرفها العالم العربي في السنوات الأخيرة ،التي تأسست قواعدها بالخصوص على التحول التنموي الشامل والإصلاحات التي أطلقت وفقا لروح دستور 2011 . واعتبر سامي المودني ،في سياق حديثه عن تجربة المغرب في مجال الصحافة ،أن مدونة الصحافة والنشر اشتملت على اجراءات قانونية إيجابية تسعى في مجملها الى تعزيز عمل الصحافة ودعم أسسها المهنية ،والمساهمة في مواكبة قطاع الإعلام للتحولات التشريعية والديموقراطية والتنموية التي تعرفها المملكة . و أشار في هذا الإطار الى أن المدونة احتوت على فصول مدققة تضمنت الحق في الوصول للمعلومة وإرساء آليات التنظيم الذاتي للمهنة ،مما يستجيب بشكل عام الى انتظارات المهنيين وفعاليات المجتمع المدني في الحصول على قانون يضمن الحرية في إطار المسؤولية ،وإقرار احترام أخلاقيات المهنة ،مع تدقيق المصطلحات الخاصة بممارسة مهنة الإعلام بشكل عام . كما رأى أن مدونة الصحافة والنشر ،التي تتضمن القانون رقم 88.13 المتعلق بالصحافة والنشر والقانون رقم 89.13 المتعلق بالصحافيين المهنيين والقانون رقم 90.13 القاضي بإحداث المجلس الوطني للصحافة ،تساير بشكل عام التطور التكنولوجي الذي أضحى في الوقت الراهن ،مع انسيابية المعلومات وتداولها بشكل سريع ،من البنيات الاساسية لتطوير ممارسة قطاع الصحافة. ويعتبر (حوار وارسو من أجل الديمقراطية) تظاهرة فكرية سنوية ،تشرف عليها وزارة الشؤون الخارجية البولونية ،ومنصة لتبادل الخبرات والنقاش حول المواضيع والقضايا المتعلقة بالممارسات الديمقراطية في جميع أنحاء العالم. وأولت التظاهرة هذه السنة اهتماما خاصا لمساهمة الشباب في الحياة السياسية وتعزيز الديمقراطية في مختلف أنحاء المعمور. ونظمت الدورة السادسة من (حوار وارسو من أجل الديموقراطية) ،التي اختارت هذه السنة شعار "الديمقراطية في الحوار والحوار في الديمقراطية" ، بالتعاون مع مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فضلا عن مؤسسة (مجموعة الديمقراطيات) ،التي تتخذ من وارسو مقرا لها. ويشارك عادة في هذا المنبر الفكري ، حسب المواضيع المختارة للنقاش ، ممثلون عن المجتمع المدني وفعاليات حقوقية وأكاديميون وسياسيون ، لتبادل الآراء ووجهات النظر بشأن الممارسات والقضايا الديمقراطية وقضايا حقوق الإنسان على المستوى الكوني.