بانتظار الزيارة المتوقعة لوزير الداخلية الاسباني الفريدو بريث روبالكابا إلى الرباط للاجتماع بنظيره المغربي والتي تأكد موعدها في 23 اغسطس، ما تزال الحدود مع مليلية تشهد ما يمكن وصفه "مناوشات تصعيدية" بغرض تسليح عناصر الاجتماع المنتظر بمزيد من المطالب والحزم في المواقف. هذا ما تؤكده الأحداث اليومية، فبمقابل رفع "اللافتات المركبة" ضد قوات الأمن الاسبانية من قبل بعض الناشطين المغاربة يوجد هناك مزيد من التهديد من نقابة الشرطة الاسباني باللجوء إلى المحاكم القضائية في مليلية ضد الناشطين وضد المغرب. ووفقا للصحافة الاسبانية قام مجموعة من النشطاء المغاربة بوضع لافتات جديدة في الحدود مع مليلية تسخر من البوليس الاسباني القابع على المعبر الحدودي، حيث تظهر هذه اللافتات عناصر من الشرطيات الاسبانيات في صورة مركبة ملصقة على خلفية لطمر النفايات تحيط بهن أيدي ملطخة بالدماء. وفي ملصق أخر يظهر فيها شرطي اسباني وعضوه الذكري ظاهر وهو مرتاح داخل بذلته النظامية بينما شرطية أخرى زملية له تلاحظ المشهد. وبينما يجري رفع وإزالة اللافتات تلقفت الصحافة الاسبانية تصريحات بعض النشطاء المغاربة التي تقول أنهم بهذا العمل يسعون للتنديد باعتداء البوليس الاسباني ضد مواطنين مغاربة في المعبر الحدودي في بني انصار. وصرح في هذا السياق رئيس ائتلاف المجتمع المدني لشمال المغرب شوقي منعم "أن الشرطة الوطنية الاسبانية سرقت اللافتات التي وضعناها ولذلك عملنا لافتات جديدة أكبر من الأولى وفيها 11 شرطية لنقول لهم أوقفوا الاعتداءات". هذا وعلى الرغم من أن الصحافة الاسبانية تطرقت عموما لهذا الموضوع إلا أن صحيفة "الموندو" ذكرت أن النقابات البوليسية الاسبانية طالبت من السلطات المغربية بطرد الناشطين من المنطقة المحايدة في منطقة معبر الحدود المشترك بين اسبانيا والمغرب في مليلية. بينما أشارت النقابة الموحدة للشرطة الوطنية والرابطة الموحدة للحرس المدني إلى أن هذا الاحتلال للمنطقة المحايدة هو المسبب في الفوضى التي اجتاحت الحدود في معبر بني انصار منذ عدة سنوات. وتشكو النقابة المتحدة للشرطة الوطنية من الحصانة التي يتمتع بها النشطاء لدى عناصر الشرطة المغربية الذين ينظرون بإتجاه أخر عندما يسعى هؤلاء لإهانة واستفزاز ومهاجمة الشرطة الاسبانية، حتى عندما يتعلق الأمر بما يسمى الأرض المحايدة. ويذكر أن لجنة تحرير سبتة ومليلية والمنسقة للمجتمع المدني للناضور كانت قد هددتا بالبدء بسلسلة من المقاطعات يوم غد الثلاثاء والأربعاء ربما سيؤدي ذلك إلى زيادة التوتر يوم غدا فيما إذا نفذا تهديهما بمنع دخول الشاحنات التي تنقل مواد البناء إلى مليلية وكذلك منع العاملين باجتياز الحدود ومقاطعة دخول السلع الغذائية الطازجة يوم الأربعاء كما هو مقرر. كما تجدر الإشارة إلى أن المغرب كان قد تقدم بسلسلة بلاغات ندد فيها باعتداءات البوليس الاسباني ضد مواطنين مغاربة في معبر الحدود بين مليلية والمغرب منذ 16 يونيو الماضي.