أظهر شريط فيديو نشر على موقع اليوتيوب بشبكة الإنترنت أربعة عسكريين يرتدون الزي العسكري الأميركي وهم يتبولون على جثث ثلاثة عناصر من حركة طالبان الأفغانية. وفي أجزاء من الشريط ظهر الجنود الأربعة الذين قالت مشاة البحرية الأميركية (المارينز) إنها تشتبه بأنهم أميركيون، وهم يقومون بفعلتهم تلك على الجثث التي غطتها الدماء، وينظرون إلى الكاميرا مدركين أن صاحبها يصورهم. وقال أحدهم مازحا "أتمنى لك يوما لطيفا يا صديقي"، في إشارة إلى الجثث التي كانوا يتبولون عليها، بينما أضاف آخر كلاما بذيئا. وقال المارينز -سلاح النخبة في الجيش الأميركي- في بيان أمس الأربعاء إنه فتح تحقيقا في الشريط- الذي صور كما يبدو في إحدى العمليات العسكرية في أفغانستان- مؤكدا أنه لم يتحقق بعد من مصدره أو صحته. وأضاف أن تلك الأفعال "لا تتفق أبدا مع قيم الأميركيين ولا تمثل المارينز" الذي ينتشر منه حوالي 20 ألف جندي في أفغانستان، غالبيتهم في ولايتي قندهار (جنوب) وهلمند (جنوب غرب). وبدوره، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون)، الكابتن البحري جون كيربي إنه شعر بالغثيان لدى رؤية الشريط، وأضاف "مهما كانت ظروف هذا الفيديو أو أشخاصه فإنه سلوك مقزز ووحشي وغير مقبول لأي شخص يرتدي الزي العسكري". إدانة من جهة أخرى، أدان مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية انتهاك حرمة الجثث، وذلك في رسالة إلى وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا. وقال المجلس في الرسالة -التي أرسلت نسخة منها لوسائل الإعلام- "يجب معاقبة أي أطراف مذنبة بأقصى حد يسمح به القانون الموحد للقضاء العسكري والقوانين الأميركية ذات الصلة". وأضافت المنظمة أن هذا السلوك يمثل خرقا لقواعد الجيش الأميركي ولقوانين الحرب التي تحظر مثل هذه الأفعال غير الأخلاقية والمقززة، وأعربت عن أملها بأن يكون التحقيق شفافا. ويأتي الشريط الجديد ليعيد إلى الأذهان صور جنود في الجيش الأميركي نشرت قبل شهور وكشفت عنها أسبوعية "دير شبيغل" الألمانية وهم يلهون بجثث مدنيين أفغان قتلوهم دون مبرر. كما أنه يعيد إلى الأذهان أيضا فضيحة ممارسة التعذيب في سجن أبو غريب العراقي عام 2004 التي أثارت موجة احتجاجات دولية. وجاء هذا الشريط في وقت حرج تسعى فيه واشنطن إلى تعزيز المصالحة في أفغانستان مع قيام القوات الأميركية بالانسحاب تدريجيا من البلاد. ومن المقرر أن يزور السفير الأميركي مارك جروسمان أفغانستان وقطر الأسبوع القادم لإجراء مباحثات مع الحكومتين الأفغانية والقطرية.