كانت المبادرة أُعلنت رسميًا في دجنبر الماضي، بعدما كتبت الجمعية الوطنية لتنوع المنتخبين المحليين، وهي منظمة تضم مسؤولين ذوي أصول مهاجرة، إلى سفير قطر في باريس في أواخر العام الماضي، طالبة مساعدة سكان الضواحي الفقيرة "التي لم تلق إلا الإهمال من الدولة الفرنسية"، بحسب أصحاب الرسالة. وتضررت هذه الضواحي "المهمَلة" أكثر من غيرها بضعف سوق العمل في فرنسا. وقال رئيس الجمعية كامل حمزة لصحيفة لوموند، في إشارته إلى إعلان الصندوق القطري "إن هويتنا كانت للمرة الأولى موضوعًا للترويج، ولم تعد عائقًا" في طريق الاستثمار. ومن المقرر أن يقدم الصندوق مساعدته لأصحاب الاستثمارات الصغيرة في الضواحي وتشجيع المشاريع الصغيرة للحصول على رأس مال. وتلقت الجمعية مئات الطلبات، التي تقترح مشاريع مختلفة، تحتاج دعم الصندوق. لكن المبادرة لاقت ردود أفعال متباينة. وأعرب المسؤول المحلي السابق رينو غوكلان عن تثمينه لتوفير هذه الموارد المالية، ولكنه انتقد تردي الوضع إلى حد الاستعانة برؤوس أموال أجنبية لإنقاذ المناطق المهملة. واعتبر العضو السابق في مجلس الشيوخ كلود ديلان أن المبادرة القطرية مثال آخر على "الانفصام" بين المجتمع الفرنسي وضواحيه. وأشارت مجلة فورين بولسي إلى أن وزارة الخارجية الأميركية مدت في السابق جسورًا مع هذه الضواحي الساخطة للحدّ من مشاعر العداء للولايات المتحدة. وقالت المجلة إن صندوق الاستثمار القطري يندرج في إطار حملة أوسع، تقوم بها قطر لتوسيع حضورها الدولي، من خلال الاستثمار والدبلوماسية. إلى جانب دور الوساطة، الذي تقوم به قطر، من خلال فتح مكتب لحركة طالبان في الدوحة تمهيدًا لإجراء محادثات بين الحركة والولايات المتحدة، فإن قطر سوف تستضيف بطولة كأس العالم في كرة القدم عام 2022، وتعمل على توسيع برامج مساعداتها التنموية الدولية.