قدم رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني استقالته من منصبه، بعدما ظل مهيمنا على الحياة السياسية في البلاد طيلة 17 عاما. وقبل الرئيس جورجيو نابوليتانو استقالة برلسكوني، ومن المرجح أن يعين ماريو مونتي رئيسا للحكومة. ولدى دخول برلسكوني قصر الرئاسة لتقديم استقالته، أطلق حشود غفيرة صيحات استهجان ووصفوه بأنه "مهرج". ولدى دخول برلسكوني قصر الرئاسة لتقديم استقالته، أطلق حشود غفيرة صيحات استهجان ووصفوه بأنه "مهرج". وعقب تقديم الاستقالة، غادر برلسكوني القصر الرئاسي من مخرج جانبي لتفادي مواجهة الحشود التي وجدت الشرطة صعوبة في السيطرة عليها. وقال رئيس الوزراء المستقيل إنه شعر بالمرارة عندما سمع عبارات الاستهجان. وتعهد برلسكوني بالاستقالة بعدما خسر قبل أيام الأغلبية البرلمانية التي كان يتمتع بها. وكان قد أوضح أنه سيقدم استقالته عندما يقر البرلمان بمجلسيه إجراءات تقشفية طالب بها الاتحاد الأوروبي بهدف إعادة ثقة السوق في الاقتصاد الايطالي. وفي التصويت الذي جرى السبت، صوت 380 نائبا بمجلس النواب لصالح الإجراءات مقابل اعتراض 26 نائبا وامتناع نائبين. وجاء ذلك بعد يوم من إقرار مجلس الشيوخ للإجراءات. أزمة حادة ومن المتوقع الآن أن يطلب الرئيس نابوليتانو بشكل رسمي من ماريو مونتي تشكيل حكومة من التكنوقراط. ويقول مراسل بي بي سي إن مونتي - وهو اقتصادي مرموق – بمثابة الشخصية التي ترغب أسواق المال في رؤيتها تتولى زمام الأمور في هذه المحنة. وبالرغم من ذلك فإنه يلقى معارضة شديدة داخل البلاد، كما يسود شعور بأن مشاكل ايطاليا أصعب من يؤدي تغيير حكومي بسيط لإحداث تغيير هام وسريع. ومن المتوقع أن توفر إجراءات التقشف، التي تشمل خفض النفقات وزيادة الضرائب، 59.8 مليار يورو بهدف ضبط الموازنة بحلول عام 2014. ويوم الأربعاء، وصل معدل الفائدة للسندات الحكومية من فئة العشر سنوات إلى سبعة بالمئة، وهو المستوى الذي اضطرت معه اليونان وايرلندا والبرتغال لطلب صفقة انقاذ من الاتحاد الأوروبي. وبدأ فريق من الاتحاد الأوروبي في روما العمل على مراقبة خطط ايطاليا لتخفيف عبئ الديون التي بلغت 120 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي. وخلال الأعوام الخمسة عشر الماضي، نما الاقتصاد الايطالي بمعدل 0.75 بالمئة. برلسكوني وبين من تعاقبوا على رئاسة الحكومة الايطالية منذ الحرب العالمية الثانية، كان برلسكوني الشخص الذي شغل المنصب لأطول فترة. وتولى برلسكوني رئاسة الحكومة ثلاث مرات كان أولها في عام 1994. وفي السابق، وصف نفسه بأنه أفضل من تولى رئاسة الحكومة منذ تأسيس الدولة قبل حوالي 150 عاما. لكنه حاليا يمثل أمام محاكم لمواجهة عدة تهم عن مزاعم احتيال وفساد وممارسة الجنس مع قاصر.