كشفت نتائج جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الثالثة، التي تم الإعلان عنها مساء أمس الخميس بدار الأوبرا بقلب كتارا بالدوحة، عن فوز الناقد والروائي المغربي محمد برادة، والباحث والأستاذ الجامعي بكلية الآداب بالرباط، مصطفى النحال، والروائي الشاب، طه محمد الحيرش. وتوج محمد برادة بأكبر جائزة في "فئة الرواية المنشورة" عن روايته "موت مختلف"، الصادرة عن داري "الفينك" في المغرب و"الآداب" في بيروت 2016، فيما حصل مصطفى النحال fجائزة "فئة الدراسات التي تعنى بالبحث والنقد الروائي"، عن دراسته "الخطاب الروائي وآليات التخييل: دراسات في الرواية العربية"، ,طه محمد الحيرش بجائزة فئة "الروايات غير المنشورة" عن روايته "شجرة التفاح". واعتبر محمد برادة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا التتويج "يعني قبل كل شيء ان هناك اهتماما بالرواية" وأن من ثمنوا عمله ارتأوا أنه "يمكن أن يكون حاملا لأشياء تهم القراء"، وفي النهاية فمثل هذه الجوائز تمثل، برأيه "نوعا من الاعتراف بأهمية العمل المنجز". وأضاف أن دور هذه الجوائز والملتقيات إيجابي للغاية من حيث أنها تتيح للكاتب بعض ما يصبو اليه من الانتشار في "غياب سياسة عربية تجعل الثقافة عابرة للحدود المصطنعة"، وضمن فضاء عربي "يستحيل أن يعيش فيه الكاتب من إنتاجه نتيجة تدني نسبة القراءة فيه". وبالنسبة لطه محمد الحيرش، الذي سبق له أن فاز في 2014 بجائزة القناة الثانية عن روايته "أزهار في تربة مالحة"، فاعتبر ، في تصريح مماثل، الى أن فوزه بهذه الجائزة انتصار ل"الرواية البوليسية" وللأدب المغربي عموما، وانطلاقة جديدة بالنسبة له بنفس أكثر قوة، في ظل ما يعتمل لديه من أمل في أن يصبح للرواية العربية البوليسية، التي يبدع فيها، نفس الإقبال الذي لديها في أوروبا وأمريكا باعتبارها أكثر الأنواع الأدبية مبيعا. ومن جهته، ثمن مصطفى النحال، في تصريح مماثل ، مثل هذه الملتقيات، مسجلا أن عمله البحثي عن الرواية، الذي يندرج في إطار الأبحاث غير المنشورة، خلص الى أن "الرواية العربية أصبحت اليوم اكثر وعيا بالكتابة واكثر تحكما في لعبة السرد"، وأن هناك جيلا من الروائيين الجدد "أصبحوا اكثر تحكما في اللغة الروائية وأقل مراهنة على الكم وأكثر اعتدادا بكثافة الأبعاد والدلالات". وسجل توزيع الجوائز، خلال الحفل الختامي الذي كان مسبوقا بعرض لمسرحية "الحرب الصامتة" المقتبسة عن رواية "مملكة الفراشة"، لواسيني الأعرج، المتوجة بجائزة كتارا في دورتها الأولى، حضور جمهور غفير من المثقفين والمهتمين بالأدب والإعلاميين والهيئات الدبلوماسية، من بينها سفير صاحب الجلالة بالدوحة السيد نبيل زنيبر.