أبرزت مراجعات بعض أقطاب وشيوخ السلفية الجهادية في المغرب عن حسن نية، في انتظار رد فعل ايجابي من قبل الدولة التي لم تبدي لحد الآن رغم التحركات والمبادرات التي خرجت الى العلن من اجل فتح قنوات الحوار، بين الدولة مستعينة بالعلماء من اجل فتح نقاش اجتهادي مع اقطاب السلفية لايجاد حل شامل لملف المعتقلين الاسلاميين وتحقيق المصالحة. وفي ذات السياق وجه الشيخ محمد الفيزازي وجه الشيخ محمد الفزازي رسالة إلى الملك محمد السادس، تَقَدّم فيها بمبادرة لحل إشكالية معتقلي ما يسمى ب"السلفية الجهادية". معتبرا رسالته مبادرة لحل إشكالية معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية. خص الفيزازي الملك محمد السادس بالرسالة، بصاحب القرار الفاصل، ملتمسا من الملك الافراج عن بعض معتقلي السلفية الذين لم يثبت تورطهم في أي عمليات ارهابية. بدوره وجه حسن الخطاب "زعيم" " خلية أنصار المهدي"، واحد شيوخ السلفية الجهادية في المغرب، رسالة في الفترة الأخيرة من شهر يوليوز، الى اتباع السلفية والى الدولة والسلطات، يدعو فيها الشباب السلفي الى التعقل والتروي والالتفاف حول العلماء والدولة الى الحوار وفق قاعدة الاجتهاد، ينهي الصراع والاختلاف القائم بين الدولة والتيار السلفي، قائلا "الى كل مكونات الحركة الاسلامية وإلى أبناء التيار السلفي الجهادي وإلى كل غيور على مغرب متجدد، مغرب يؤمن بالاختلاف الثقافي والسياسي، يكرس مفهوم ثقافة التعددية السياسية والثقافية". ووجه الخطاب رسالته أيضا إلى أجهزة الدولة في شكل المجالس العلمية، والرابطة المحمدية، وإلى كل من شيوخ أبو محمد حسن الكتاني وابي حفص محمد رفيقي، وابي مسعود وعمر الحدوشي، والى كل مكونات التيار السلفي عبر سجون المملكة، داعيا في رسالته" شباب التيار السلفي الجهادي خارج السجون، الى التعقل والتروي، والالتفاف حول العلماء الربانيين والدعاة المخلصين، الى فكر متحرر مقتنع باهمية التقارب لحسم الجدل القائم، بين كل مكونات الجسم السلفي والالتفاف على قوائم تصلح للحوار بين جميع الاطراف التي تحسن الظن ببعض حتى يؤدي الحوار الى نتائج سليمة لانهاء الصراع. كما سبق أن وجه الشيخ ابو حفص رسالة الى الدولة لاجل فتح الحوار مع اتباع السلفية، وقام بعدة مبادرات من أجل فتح حوار مع شيوخ السلفية، الى جانب تدخله في عدة مناسبات لفك اعتصام المعتقلين الاسلاميين في السجن، وقد قال ابو حفص خلال مبادرته، "نحن نتقدم بهذه المبادرة ، نضع الجميع أمام مسؤولية تاريخية، المعتقلون مطالبون بالشجاعة في إبداء حسن نواياهم، والبرهنة على نضجهم وتعقلهم، الجهات المسؤولة مطالبة بالتفاعل بإيجابية ، علماء الأمة مطالبون بأخذ المبادرة ، واقتحام الباب بكل جرأة ، ليلعبوا دورهم المنوط بهم في رعاية الشباب المتدين خارج السجون وداخلها، المفكرون والمثقفون مطالبون بلعب دور فعال في تحريك الرأي العام ليتجاوب مع المبادرة، الحقوقيون والجمعويون مطالبون بالمتابعة والرعاية والمراقبة، لا أحد يعفى من المسؤولية، نحن من جديد نمد أيدينا ، فهل تكون الأخيرة؟.". مازال المراجعات متواصلة لأقطاب السلفية، من اجل تحسيس الرأي العام بما يعيشه المعتقلين الاسلاميين من انتهاكات وحرمان داخل السجون، المملكة رغم الملك محمد السادس سبق أن صرح لجريدة الباييس الإسبانية، بوقوع تجاوزات في هذا الملف، ولا يخفى على أحد أهمية مثل هذا التصريح، فهو من أعلى سلطة في البلاد. المراجعات خطوة ايجابية ومبادرة حسنة من قبل المعتقلين السلفيين والاسلاميين ، فهل تاخذ تعيد الدولة الرؤية اتجاه المراجعات السلفية من اجل فتح الباب، ومعالجة الملف السلفي بعيدا عن المقاربة الامنية والاعتقالات والاختطافات.