قضية السلفية الجهادية مازالت مطروحة، في الرأي العام الوطني الذي اصبح اكثر اهتماما واستطلاعا، بالمنهاج السلفي أو التياري السلفي الجهادي، بعد التفجير الارهابي لمقهى اركانة في مراكش، وطرح العديد من المواطنين تساؤلات حول اسباب تطرف في التيار السلفي، ورحب الرأي العام بفكرة المراجعات الفكرية للسلفية، لكنه تفاجأ تجاهل الدولة مبادرة بعض المراجعات، لحل الملفات السلفية عبر الحوار بين خيرة علماء الممكلة مع شيوخ واتباع التيار السلفي؟ يعتقد ان للتيار السلفي توجه جديد، ظهر في مختلف الاقطار العربية، ودخل الى المغرب في التسعينات، ولقي انتشارا وسط الشباب المغربي، الذي كان يبحث عن الهجرة الغير الشعرية، ويحلم باوروبا، لكنه سرعان ما تغيرت شريحة كبيرة من الشباب، مفضلة الاقتناع بالأمر الواقع، وبالرزق، والانخراط في التيار السلفي، حيث وجد جل الشباب حلا للمشاكل التي يعيشنها، في ظل الفقر المدقع والبطالة والتهميش، في غياب أية حلول من قبل المسؤولين والدولة بالأساس. حاول بعض شيوخ السلفية الجهادية طرح فكرة المراجعات الفكرية، ودخول في مرحلة جديدة مع الدولة والشعب المغربي، لكن تلك المبادارات التي مازالت متواصلة، وكان أخرها مبادرة حسن الخطاب زعيم خلية " أنصار المهدي"، الذي دعا الى الحوار بين شيوخ السلفية حول المراجعات الفكرة، والدولة لفتح الباب أمام هذه المبادرة من اجل عقد صلح وطي الصراع الدائر بين الدولة والتيار السلفي الجهادي، داعيا الى انخراط العلماء والمجالس العلمية والرابطة المحمدية للعلماء، والحركات الاسلامية في البلد. مطالبا من الدولة دعم هذه المبادرة التي ستكون محطة للتقارب والحوار الديني، لايجاد حلول اجتهادية لرؤية الشباب السلفي المعتقل في مختلف سجون المملكة. يبدو ان الدولة تتحمل المسؤولية الكبرى، في قضية السلفية الجهادية، فهل نجحت المقاربة الأمنية والاعتقالات في طي ملف السلفية الذي مازال، ملف شائك، وحساس بالنسبة للدولة، ويتطلب مصاريف وميزانيات ضخمة من خلال المقاربة الامنية والتتبع ومراقبة جل اتباع وجماعات التيار السلفي والحركات الاسلامية، الشيء الذي يضيع على البلد أموال طائلة قد تستعمل في التنمية وفي القضاء على معضلة الفقر، الذي يعتبر السبب الرئيسي لاعتناق الشباب المغربي مذاهب متشددة ومتطرفة. لقد أصبح من اللازم على الدولة، اعادة النظر في قضية المراجعات السلفية الفكرية، رغم افشال هذه المحاولة او تجاهلها من طرف بعض الجهات التي تريد أن تظل الدولة في صراع مع شباب التيار السلفي، رغم توفر جل الامكانيات والحلول لدفع الشباب السلفي الى مراجعة الافكار المتشددة، بغية طي هذا الملف الذي له انعكاسات سلبية على مسار البلد.