أكد الملك محمد السادس ، اليوم السبت ، أن المغرب ملتزم بإعطاء دينامية جديدة لعلاقاته مع الجزائر ، دينامية منفتحة على تسوية كل المشاكل العالقة بينهما . وقال الملك في الخطاب الذي وجهه اليوم السبت إلى الأمة بمناسبة عيد العرش "وإننا لملتزمون ، وفاء لأواصر الأخوة العريقة بين شعبينا الشقيقين ولتطلعات الأجيال الصاعدة ، بإعطاء دينامية جديدة منفتحة على تسوية كل المشاكل العالقة ، من أجل تطبيع كامل للعلاقات الثنائية بين بلدينا الشقيقين ، بما فيها فتح الحدود البرية ؛ بعيدا عن كل جمود أو انغلاق مناف لأواصر حسن الجوار وللاندماج المغاربي وانتظارات المجتمع الدولي والفضاء الجهوي" . وذكر الملك بأن المغرب سيظل ، في إطار روابط انتمائه الإقليمي ، متشبثا ببناء الاتحاد المغاربي ، "كخيار استراتيجي ومشروع اندماجي لا محيد عنه ؛ مع ما يقتضيه الأمر من تصميم ومثابرة ، لتذليل العقبات التي تعرقل ، مع كامل الأسف ، تفعيله ضمن مسار سليم ومتجانس". من جهته أبدى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، ارتياحه لانطلاقة العلاقات بين الجزائر والمغرب، في رسالة تهنئة بعثها يوم السبت ، للملك المغربي محمد السادس، بمناسبة الاحتفال بالذكرى 12 لاعتلائه العرش.
وقال بوتفليقة "إنني إذ أشارككم والشعب الجزائري أفراحكم بهذه المناسبة الغالية و أسجل بارتياح الانطلاقة الفاعلة التي شهدتها العلاقات الجزائرية-المغربية في الآونة الأخيرة، وما رافقها من زيارات متبادلة على المستوى الوزاري".
ودعا بوتفليقة الملك المغربي إلى بناء علاقات ثنائية، لخدمة الشعبين، دون أن يتطرق إلى مطالب الملك المغربي بفتح الحدود، حيث قال بوتفليقة "من منطلق إيماني بحتمية المصير المشترك أجدد لجلالتكم حرصي على ضم جهودي إلى جهودكم لمد جسور التآخي والتعاون وحسن الجوار بما يمكننا من بناء علاقات ثنائية نموذجية كفيلة بخدمة المصالح المشتركة لبلدينا وشعبينا الشقيقين اللذين تربطهما أواصر التاريخ وتعنيهما تحديات المستقبل المشترك".
ونوه الرئيس بوتفليقة بالإصلاحات التي باشرها محمد السادس في قوله "كما أنوه بالانسجام والالتحام الذي عبر عنه الشعب المغربي بكل مكوناته من خلال إجابته عن الاستفتاء حول الدستور الجديد والإصلاحات التي بادرتم بها للدفع ببلدكم صوب التحول الديمقراطي، والمشاركة الجماعية والحكامة الراشدة التي تتطلع إليها شعوب منطقتنا في تسيير شؤونها، والحفاظ على ثوابتها التاريخية والثقافية والحضارية والدينية".