ظهرت بوادر انفراج واسع في العلاقات بين المغرب والجزائر، تلوح في الافق ، من شأنها ان تضع حدا لسنوات من الجمود الذي كان من ورائها النظام الجزائري ، الذي ضل فتح الحدود مع المغرب بالرغم من الدعوات المتكررة من المغرب الى الغاء الحواجز الحدودية بين البلدين الشقيقين ، وبناء اتحاد المغرب العربي ، والتي كانت تقابلها الجزائر بمزيد من التعنت ودعم جبهة البوليساريو الوهمية . ولقد ظهرت بوادر هذا الانفراج المحتمل في الايام المقبلة من خلال تجديد جلالة الملك الدعوة الى الجزائر بإعطاء دينامية جديدة منفتحة على تسوية كل المشاكل العالقة بين البلدين ، وإشادة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في برقية وجها إلى جلالة الملك بمناسبة عيد العرش بالإنطلاقة الفاعلة التي شهدتها العلاقات الجزائرية المغربية في الآونة الأخيرة. فلقد أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس, السبت , أن المغرب ملتزم بإعطاء دينامية جديدة لعلاقاته مع الجزائر , دينامية منفتحة على تسوية كل المشاكل العالقة بينهما . وقال جلالة الملك في الخطاب السامي الذي وجهه السبت إلى الأمة بمناسبة عيد العرش المجيد " وإننا لملتزمون , وفاء لأواصر الأخوة العريقة بين شعبينا الشقيقين ولتطلعات الأجيال الصاعدة , بإعطاء دينامية جديدة منفتحة على تسوية كل المشاكل العالقة , من أجل تطبيع كامل للعلاقات الثنائية بين بلدينا الشقيقين , بما فيها فتح الحدود البرية ; بعيدا عن كل جمود أو انغلاق مناف لأواصر حسن الجوار وللاندماج المغاربي وانتظارات المجتمع الدولي والفضاء الجهوي" . وذكر جلالة الملك بأن المغرب سيظل , في إطار روابط انتمائه الإقليمي , متشبثا ببناء الاتحاد المغاربي , "كخيار استراتيجي ومشروع اندماجي لا محيد عنه ; مع ما يقتضيه الأمر من تصميم ومثابرة لتذليل العقبات التي تعرقل , مع كامل الأسف , تفعيله ضمن مسار سليم ومتجانس". وشدد صاحب الجلالة , في هذا الصدد , على أن المغرب لن يدخر جهدا لتنمية علاقاته الثنائية مع دول المنطقة , مسجلا جلالته " الوتيرة الإيجابية للقاءات الوزارية والقطاعية الجارية , المتفق عليها مع الجزائر الشقيقة". ومن جهته أشاد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ، بالنهضة التي يشهدها المغرب في عهد الملك محمد السادس. وقال بوتفليقة في برقية تهنئة توصل بها جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لإعتلاء جلالته عرش أسلافه الميامين " لا يسعني إلا أن أشيد بالنهضة التي يشهدها المغرب الشقيق في عهدكم ، وما واكبها من إنجازات ومكاسب عمت بخيراتها أبناء شعبكم الأبي" . وأعرب الرئيس الجزائري في ذات البرقية عن ثقته في أن المغرب " سيواصل هذه الهبة الحضارية محققا المزيد من النجاحات في شتى المجالات". كما نوه بوتفليقة ب " الانسجام والإلتحام الذى عبر عنه الشعب المغربي بكل مكوناته ، ومن خلال إجابته عن الاستفتاء حول الدستور الجديد والإصلاحات التي بادرتم بها للدفع ببلدكم صوب التحول الديمقراطي والمشاركة الجماعية والحكامة الراشدة التي تتطلع إليها شعوب منطقتنا في تسيير شؤونها والحفاظ على ثوابتها التاريخية والثقافية والحضارية والدينية". وسجل الرئيس الجزائري ب " ارتياح الإنطلاقة الفاعلة التي شهدتها العلاقات الجزائرية المغربية في الآونة الأخيرة ، وما رافقها من زيارات متبادلة على المستوى الوزاري " مجددا حرصه على ضم جهوده إلى جهود جلالة الملك " لمد جسور التآخى والتعاون وحسن الجوار ، بما يمكننا من بناء علاقات ثنائية نموذجية ، كفيلة بخدمة المصالح المشتركة لبلدينا وشعبينا الشقيقين ، اللذين تربطهما أواصر التاريخ وتعنيهما تحديات المستقبل المشترك ".