خرجة عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يوم أمس بفاس، في الملتقى الوطني ال13 لشبيبة حزبه، أثارت العديد من التساؤلات، حيث عمل على إرسال كوكبة من الرسائل إلى جهات متفرقة، لاسيما أن الرجل اختار الصوم عن الكلام منذ أن تم إعفائه من تشكيل الحكومة، واختيار زميله في الحزب سعد الدين العثماني، لتولي المهمة، مما يفسر أنه مازال مصرا على ضرورة رد "الإهانة"، حسب المحلل السياسي رشيد لزرق. في ذات السياق، أكد رشيد لزرق، الخبير في الشؤون الحزبية، أن بنكيران عمل على توجيه رسائله للعديد من الجهات في داخل العدالة و التنمية و في الخارج، مبديا نية تصادمية في المواجهة مع جهات يحملها مسؤولية عزله، حيث اتجه إلى سلك أسلوب التهكم و القدح و التجريح هذا المرة ليست في أحزاب المعارضة بل في إخوانه الذين خذلوه بطريقة تثير اللاستياء. وأشار لزرق إلى أن، بنكيران يعاني من هستيريا العزل من رئاسة الحكومة التي لم يشف منها، فهو لازال مصرا على ضرورة رد "الإهانة". لأنه يعتبر بأن الاخوة ساهموا في تصعيد الشروط التفاوضية غير أنهم تنازلوا عنها مع سعد الدين العتماني. وأضاف لزرق في تصريح ل"أندلس برس"، أن بنكيران، يمارس التحكم في القرار الحزبي عبر عدم إصدار بيان الأمانة العامة و كذلك قرار المجلس الوطني الاستثنائي الذي يؤسس لتوجه المساندة النقدية لسعد الدين العثماني رئيس الحكومة. كما أنه يستغل اندحار البعد الأخلاقي لشيوخ التوحيد والإصلاح بعد فضيحة الشيخ بنحماد و الشيخة فاطمة. وفق تعبيره. وأشار ذات الباحث إلى أن بنكيران يريد شرعنة سطوته الأبوية على التنظيم، والتحكم في الثمانية أشهر المتبقية، لأنها الأشهر المفتاح للأزمة السياسية في المغرب. في حين يناور بنكيران بمطلب التمديد مع إخراج مضبوط يجعل من بنكيران ذاك المنقد المرغوب فيه و يجعله أيضا ذاك الزاهد الراغب في الجنة وبالتالي هو يلعب على شرعيتين؛ شرعية الإرادة الشعبية و شرعية السياسي الزاهد في المناصب. على حد تعبيره. وأكد ذات المتحدث، إن فشل سعد الدين العثماني في الحصول على دعم الذراع الشبيبي و الذراع الحقوقي و الذراع النسوي يؤكد بالملموس أن الاستقطاب الدائر داخل العدالة والتنمية يرفض أصلا فكرة التمايز بين السياسة و الدعوة ، على اعتبار أننا اذا ما افترضنا أن سعد الدين العثماني من منظري فكر الدمقرطة داخل التنظيم الحركي و ليس بنكيران. لذا فالصراع الدائر اليوم داخل العدالة والتنمية لا يتعلق بدوران النخب لأن هذا الأمر يفرض تجديد الأفكار والمشاريع و القيام بالمراجعات اللازمة و النقد الذاتي البناء و فصل المجال الدعوي على الفضاء الحزبي وذاك ما لا نجده في ما يسمى بالنخب الشابة داخل العدالة والتنمية، لدينا فقط ما يمكن أن نصطلح عليه سيكولوجيا " شباب يستنسخ عقلية شيوخ". يؤكد لزرق دائما.