كيف جاءت فكرة انضمامك إلى صفوف المتطوعين بالمسيرة الخضراء؟ الفكرة جاءت مباشرة وأنا استمع إلى الخطاب التاريخي لجلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله واسكنه فسيح جناته, مثل كل المغاربة لم نكن أصلا نحتاج إلى التفكير بل لبينا النداء مباشرة وخاصة أن الأمر يتعلق بالقومية المغربية وبجزء لا يتجزأ عن المغرب كمالا ننسى علاقة الشعب المغربي مع العرش العلوي كعلاقة الابن بوالده الطاعة والحب والاحترام كيف عاشت لالة السعدية هذه التجربة؟ طبعا كانت تجربة فريدة لا تتكرر , لان المسيرة الخضراء أولا هي من صنع ملك عظيم وعبقري الحسن الثاني رحمه الله ثانيا أعطت هذه المسيرة للعالم درسا في السلم وخاصة أن سلاحنا الوحيد كان القران الكريم و العلم الوطني الغالي وحب المغرب ولا أنسى التنظيم العالي المستوى رغم عددنا الذي وصل 350 ألف مغربي ومغربية وللتذكير هذا العدد لم يكن صدفة بل اختاره الملك الراحل لأنه كان يمثل عدد الولادات بالمغرب في تلك الفترة من المعلوم أنك كنت السيدة الوحيدة التي انتقلت رفقة الجيش المغربي، ما مدى تأثير هذه الرحلة على نفسيتك؟ اجل بحكم اشتغالي بمركز التعاون الوطني بطان طان كمدربة لتعليم الخياطة التحقت بمركز المسيد للتعاون الوطني الذي كان حديث البناء أنا ذاك اشتركنا في افتتاحه وتدشينه رفقة المسئولين في تلك الفترة وكان دورنا الوصول إلى المواطنين المغاربة الصحراويين بهذه المناطق وخاصة منهن النساء وذلك لتعليمهن الخياطة وباقي أنشطة المركز وليشتركن في الحياة الاجتماعية خاصة تحت ظل الأوضاع التي كانت بالمنطقة في سنة 1976طبعا قمنا بالدور الذي ذهبنا من اجله رغم صعوبة الظروف واذكر أن المركز تعرض لضربة عسكرية من قبل ما يسمى بالبوليساريو ونحمد الله انه لم تكن هناك أي خسائر بشرية وأكملنا دورنا رغم أن نصف البناية كانت مهدمة, بعد فترة وعندما اضطررت إلى الرجوع إلى مدينة طان طان بحكم أني كنت متزوجة من رجل بالسلطة ومسئولة عن بيت وأسرة وقد كانت مرحلة السفر من المسيد إلى طان طان صعبة جدا إذ رافقت رجال الجيش المغربي الباسل لأنها الوسيلة الوحيدة للسفر حتى أعود وقد كنت المرأة الوحيدة بينهم و طول الطريق كان رجال الجيش يتوقفون لازالت الألغام التي كانت تحت الأرض وقد كان المنظر جد بشع ومخيف ونحن نرى الشاحنات التي تفجرت بسبب الألغام , وقد كانت تجربة صعبة جدا مازلت متأثرة بها نفسيا كيف تتذكر لالة السعدية أهم محطات حياتها؟ بعد كل هذه السنوات أتذكر محطات حياتي بكل افتخار وكل اعتزاز وأتمنى أن أعطي المزيد لوطني كيف هي علاقتك بأبنائك، وهل كان لك دورا في تلقينهم بعض القيم التي تربيت عليها؟ الحمد لله علاقتي بأبنائي علاقة يسودوها الحب والاحترام واهم شيء الحوار والصدق والصراحة بيننا, اغلب الأوقات أكون لهم الصديقة أكثر من الأم حتى لا تكون هناك فجوة كبيرة بيننا, طبعا كل ما تربيت عليه من قيم دينية واجتماعية ألقنها لأبنائي بالحرف. لماذا لم تفكري في تدوين تجربتك في كتاب حتى يكون مرجعا للأجيال القادمة؟ الفكرة موجودة منذ مدة ونتمنى من الله عز وجل التيسير حتى تخرج إلى الوجود في القريب إن شاء الله . http://peacegreenmarch.canalblog.com/