عندما يفكر رؤساء الأندية الكبرى بالمغرب في الألقاب المحلية والقارية فإنهم يتّجهون مباشرة إلى المدربين الأجانب، وكأنهم طوق النجاة الذي سينقذهم من غضب الجماهير، التي لا تعترف سواء بالنتائج الإيجابية. وقد يكلف الحصول على هذا “الطوق”، نظريا، مبلغا ماليا مهما بالنسبة إلى الأندية ، التي نجح بعضها في التعاقد مع مدربين من جنسيات فرنسية، وبرازيلية، وأرجنتينية. هنري ميشيل في حين اكتفت أخرى بالأطر الوطنية التي رفعت التحدي، بعد تمكنها من الفوز على هذه الفرق،حتى داخل عقر دارها، وهو ما وضع المدربين الأجانب (ذوي الرواتب الأغلى في البطولة) في موقف حرج. وعلى الرغم من أن أغلبية الأندية تحجم عن الكشف عن القيمة المالية لعقودها مع المدربين، إلا أن المعطيات التي حصلت عليها “إيلاف” من ومصادر رياضية تظهر أن الفرنسي هنري ميشيل، مدرب فريق الرجاء البيضاوي، والبرازيلي جوزي دولترا دوس سانطوس، مدرب الوداد البيضاوي، يأتيان على رأس قائمة المدربين الأعلى أجرًا في البطولة المغربية. وأفادت المصادر أن مدرب القلعة الحمراء هو الأعلى أجرًا، إذ إن راتبه الشهري يفوق 150 ألف درهم (أزيد من 16 ألف دولار)، يليه مدرب النسور الخضر، الذي يتقاضى شهريًّا حوالى 150 ألف درهم. وتتكفل شركة، يربطها عقد شراكة مع الوداد، براتب المدرب البرازيلي، الذي وقعت معه عقدًا يمتد لسنة قابلة للتجديد. أما بالنسبة إلى الأرجنتيني، أوسكار فيلوني، فلقد جرى الاتفاق معه نهائيًّا للإشراف على النادي القنيطري لثلاثة مواسم، مقابل 60 ألف درهم شهريًّا (حوالى 7 آلاف دولار)، إلى جانب المنح. ولقد نجح أوسكار، الملقب ب “الساحر”، في إنقاذ النادي القنيطري، في الموسم الماضي، من أسفل الترتيب، وبالتالي النزول إلى القسم الوطني الثاني، كما أنه وجد إنذارًا شديد اللهجة للفرق المنافسة، بعد تغلبه على الفائز بالبطولة الوداد، في عقر داره، في منافسات كأس العرش، بأربعة أهداف لاثنين، إلى جانب عودته من ميدان القلعة الحمراء بتعادل ثمين في الجولة الثانية من البطولة الوطنية. ويبقى فتحي جمال الأعلى أجرًا ضمن لائحة المدربين الوطنيين في الدوري المحلي، إذ أن المدرب السابق للكوكب المراكشي وافق على تولي قيادة فريق الدفاع الحسني الجديدي خلفا لجمال السلامي، مقابل 80 ألف درهم شهريا (9 آلاف دولار)، إضافة إلى امتيازات أخرى تتمثل في شقة للسكن وسيارة للتنقل. ويرجح أن يكون جمال السلامي الثاني في هذه اللائحة، إذ بالعودة إلى العقد السابق الذي كان يجمعه بالفريق الدكىالي، يتبين أنه كان يتقاضى 70 ألف درهم شهريًا (8 آلاف دولار)، وبالتالي فإن قيادته لسفينة حسنية أكادير لن يكون أقل من هذا المبلغ. وغيرت المكاتب المسيرة استراتيجيتها في أبرام العقود مع المدربين، إذ أن أغلبيتها لا تتجاوز مدة سنة قابلة للتجديد، ما يعني أن هذا الموسم قد يعرف جملة من التغييرات على رأس الإدارات التقنية للفرق. يشار إلى أنه على الرغم من أن هذا الموسم ينتظر أن يكون ساخنًا، وعلى الرغم من أن بعض الفرق لجأت إلى مدربين أجانب بهدف تحقيق نتائج مهمة، سواء في البطولة أو المنافسات القارية، إلا أن كفة قيادة الفرق الوطنية ما زالت تميل لصالح المدربين الوطنيين، بعد أن تخل عدد من المكاتب المسيرة عن عدد من الأسماء، التي فشلت في تحقيق نتائج إيجابية في الموسم الماضي، ما ينبئ بمواجهات نارية بين الخبرات الوطنية والأجنبية.