انتهت أمس فعاليات معرض “إنترسولار2010 ” السنوي في ميونيخ والذي يعد من أكبر المعارض العالمية المتخصصة في مجال صناعة الطاقة الشمسية على الإطلاق. معرض هذا العام لاقي إقبالا كبيرا وزيادة ملحوظة في عدد العارضين. شهد معرض ميونيخ الدولي”إنترسولار2010 ” الذي استمر في الفترة 9 إلى 11 يونيو/ حزيران 2010 إقبالا غير مسبوق وزيادة في عدد المعروضات تقدر بنسبة 33 في المائة مقارنة بمعرض العام السابق1800، حيث شارك في فعالياته نحو 1800 عارض يمثلون 145 دولة. وتجاوز عدد زوار المعرض الأجانب الستين ألف شخص حضروا لمشاهدة الجديد في مجال تكنولوجيا الطاقة الشمسية وعقد صفقات تجارية ضخمة. وشملت أروقة معرض “إنترسولار 2010′′ عروضا متنوعة من بينها نماذج كاملة لكل صناعات الطاقة الشمسية، بما في ذلك سيارات المستقبل التي تعمل بالطاقة النظيفة والمزودة بخلايا الطاقة الشمسية على أسطحها. بالإضافة إلى ذلك تم عرض نماذج لمحطات الطاقة تقوم بشحن السيارات الكهربائية بالطاقة اللازمة المستخلصة من أشعة الشمس. ومن بين العروض التي جذبت أيضا اهتمام زوار المعرض، نماذج لخلايا شمسية متطورة تستخدم في تزويد المنازل بالكهرباء. أما فيما يتعلق بالمشاريع المستقبلية في مجال الطاقة الشمسية، فقد تم عرض وحدات طاقة شمسية يمكن أن تشيد في الصحراء لتشكيل بداية نواة لإقامة مجتمعات عمرانية تستخدم تلك الطاقة في استجلاب المياه الجوفية، والمكيفات التي تقي من حرارة الصحراء. ولم يخلو المعرض أيضا من أدوات شخصية تستخدم في الحياة اليومية كماكينة الحلاقة أو الحقائب المزودة بخلايا الطاقة الشمسية لشحن الموبيل وأجهزة الموسيقى. حضور قوي للشركات الألمانية وقد عرف المعرض حضورا مكثفا للشركات الألمانية العاملة والمختصة في مجال الطاقات الشمسية، الأمر الذي يعكس الطفرة التي يعيشها هذا القطاع في ألمانيا، لاسيما أن الاتجار بأشعة الشمس بات صناعة ألمانية رائدة، تدر أرباحا خيالية وتحقق أرقام صادرات قياسية. ولا تخطئ العين هذا التفوق الألماني في أروقة المعرض المختلفة، فخبراء صناعات الطاقة الشمسية يقدرون حجم مبيعات “القطاع الأخضر” مستقبلا في ألمانيا بنسبة قد تصل إلى بليون يورو وذلك بحلول عام 2030. ووفق نشرة المعرض الصحفية في هذا الخصوص، فإن ألمانيا، في غضون الأربع سنوات القادمة، ستزيد استثماراتها في مجال الطاقة الشمسية بنسبة تصل إلى 10 مليار يورو، علما أنها نجحت في السنتين الماضيتين في توفير 10 الاف فرصة عمل في هذا القطاع الذي يعمل به حتي الآن 80 ألف شخص. حضور عربي رغم المنافسة الكبيرة ووسط هذا التنوع الكبير من الشركات والمعروضات في” انتر سولار 2010′′ كان التمثيل العربي في المعرض شبه منعدم. ومن بين الشركات العربية القلائل التي شاركت في المعرض، شركة “مصدر” الإماراتية، التي تأسست في عام 2009 في اشترس هاوزن باستثمار إماراتي وصل إلى 200 مليون يورو. وقد حرصت هذه الشركة على أن تضع الاسم باللغة العربية إمعانا في هوية الشركة العربية التي يقوم على إداراتها خبراء وفنيون ألمان. وفي مقابلة خاصة لدويتشه فيله قالت السيدة الكسندرا ادنجر، المتحدثة الصحفية باسم الشركة: “لقد عقدت الشركة عدة صفقات حتى الآن مع الهند وكندا يتم بمقتضاها توريد ألواح الطاقة الشمسية التي تنتجها الشركة لعمل محطات للطاقة الشمسية هناك”. وحول مغزى اختيارت حكومة أبو ظبي تحديدا ألمانيا لإقامة هذا المصنع قالت ادنجر: “إن ذلك يرجع لعدة عوامل أولها هو خبرة وريادة ألمانيا في إنتاج الخلايا الكهروضوئية والتقنيات المتطورة، فضلا عن تمتع ألمانيا بقوى عاملة عالية الكفاءة في مجال صناعة الطاقة الشمسية الأمر الذي جعلها محط اهتمام أنظار العالم”. مشيرة في السياق ذاته إلى دور ألمانيا الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي الذي يجعلها قادرة على فتح أسواق أمام منتجات الشركة داخل دول الاتحاد الأوروبي. مشاريع ألمانية – عربية احتلت شركة “سولار وورلد ” الألمانية أحد أكبر الأجنحة في المعرض، وهي إحدى أكبر الشركات الألمانية العاملة في مجال الطاقة الشمسية في ألمانيا ويصل عدد عمالها حوالي 1300 عامل. وتقوم الشركة بإنتاج كل ما يتعلق بصناعات الطاقة الشمسية كمستلزمات محطات الطاقة الشمسية. وقد وقعت الشركة حسب مندوبها الإعلامي اتفاقا مع دولة قطر لتأسيس شركة قطر لتقنيات الطاقة الشمسية في عام 2010 لإنتاج 3600 طن سنويا من مادة” البولي سيلكون” المستخدمة في صناعات الطاقة الشمسية. وحسب نفس المصر فإن قطر ستتحمل 70 في المائة من الشركة وسولار ورلد 29 في المائة وبنك قطر للتنمية 1 في المائة ومن المقرر الانتهاء من بناء المصنع في عام 2012.