أجرى وفد أمريكي يقوم بزيارة للداخلة تستغرق يومين، امس الخميس، سلسلة من اللقاءات مع منتخبين محليين وفعاليات من المجتمع المدني وعائدين إلى الوطن الأم بعد فرارهم من جحيم مخيمات تندوف. ويضم هذا الوفد، الذي استقبله أيضا والي جهة وادي الذهب-لكويرة عامل إقليم وادي الذهب حميد شبار، كلا من سارة شارمينغ غريبوسكي الناشطة في مجال حقوق الإنسان، وجوزيف كينيث غريبوسكي وميغان آن بولارد المسؤولين عن معهد السياسة العمومية، إضافة إلى ثلاثة صحافيين. وأجرى أعضاء الوفد كذلك محادثات مع مدير المركز الجهوي للاستثمار بالنيابة عبد الله بوحجار، الذي أطلعهم على المؤهلات التي تزخر بها الجهة وفرص الاستثمار التي توفرها في مختلف المجالات، والبرامج التي وضعت لتثمين مؤهلاتها، وضمان الإقلاع الاجتماعي والاقتصادي للجهة. واستعرض السيد بوحجار مؤشرات التنمية بالجهة والإنجازات التي تحققت للنهوض بالقطاعات الرئيسية للاقتصاد الجهوي، خاصة صيد الأسماك والسياحة والفلاحة وتربية الماشية والطاقة الريحية، بالإضافة إلى التسهيلات التي وضعت لجذب الاستثمارات. وقد تم إطلاع الوفد الأمريكي، خلال اللقاءات التي أجراها أعضاؤه مع المنتخبين المحليين والعائدين وفعاليات المجتمع المدني، على المشاركة الفاعلة للساكنة المحلية في مسلسل التنمية الذي يتم تنفيذه بالجهة، والمساهمة الفعالة لجميع مكونات المجتمع المدني في البرامج والمشاريع الاجتماعية والاقتصادية التي يتم إنجازها في هذا الجزء من المملكة. كما اطلعوا على آخر تطورات قضية الوحدة الترابية وتشبث الساكنة المحلية بمبادرة الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب لإيجاد حل نهائي لملف الصحراء، بالإضافة إلى التزامها الدائم بالدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة ومواجهة ادعاءات ومزاعم “البوليساريو” بخصوص الوضع بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وخلال هذه اللقاءات، أبرز مختلف المتدخلين الإنجازات التي تحققت بالمغرب في مختلف المجالات والمكتسبات التي تم تسجيلها في مجال حقوق الإنسان وحرية التعبير، منوهين بمناخ الاستقرار الذي يسود بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وتابع أعضاء الوفد الأمريكي، بهذه المناسبة، شهادات مؤثرة لعائدين من مخيمات تندوف حول انتهاكات حقوق الإنسان بهذه المخيمات واستغلال “البوليساريو” لمعاناة السكان المحتجزين لإطالة أمد النزاع حول الصحراء والاغتناء عبر تحويل المساعدات الدولية. وأشار شبار، من جانبه، إلى أن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، “الوسطية، حيث لا غالب ولا مغلوب، تستجيب لآمال المجموعة الدولية التي تدعو إلى إيجاد حل سياسي نهائي لملف الصحراء”. وبعد إشادته بالجهود الشجاعة للمغرب من أجل التوصل إلى حل واقعي للطي النهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء، أعرب السيد شبار عن الأسف للمواقف المتعنتة للجزائر و”البوليساريو” اللذين يسعيان إلى عرقلة مسلسل التفاوض وإحباط جهود السلام من أجل حل هذا الملف وضمان الاستقرار في المنطقة. وسيقوم أعضاء الوفد الأمريكي، الذي وصل اليوم الخميس إلى الداخلة، بزيارة إلى الميناء والمطار الجديد بالمدينة، كما سيزور غدا الجمعة المواقع السياحية بالجهة.