الأزمي: لشكر "بغا يدخل للحكومة على ظهرنا" بدعوته لملتمس رقابة في مجلس النواب    أخبار الساحة    الدار البيضاء.. توقيف المتورط في ارتكاب جريمة الإيذاء العمدي عن طريق الدهس بالسيارة    بمشاركة رواد معروفين ومُحاضر حول أصول وطقوس الفن الكناوي: «ألوان كناوة» تضيء خنيفرة، في نسختها الثانية، بإيقاعات تتكلم جميع اللغات    أطباء القطاع العام يخوضون إضرابا وطنيا لثلاثة أيام مع أسبوع غضب    في الحاجة إلى تفكيك المفاهيم المؤسسة لأطروحة انفصال الصحراء -الجزء الثاني-    تقديم العروض لصفقات بنك المغرب.. الصيغة الإلكترونية إلزامية ابتداء من فاتح يناير 2025        بيت الشعر في المغرب والمقهى الثقافي لسينما النهضة    الزمامرة والوداد للانفراد بالمركز الثاني و"الكوديم" أمام الفتح للابتعاد عن المراكز الأخيرة    بووانو: حضور وفد "اسرائيلي" ل"الأممية الاشتراكية" بالمغرب "قلة حياء" واستفزاز غير مقبول        بمناسبة رأس السنة الأمازيغية.. جمهور العاصمة على موعد مع ليلة إيقاعات الأطلس المتوسط    فيديو "مريضة على نعش" يثير الاستياء في مواقع التواصل الاجتماعي    الكرملين يكشف حقيقة طلب أسماء الأسد الطلاق ومغادرة روسيا    المغرب-الاتحاد الأوروبي.. مرحلة مفصلية لشراكة استراتيجية مرجعية    الجزائريون يبحثون عن متنفس في أنحاء الغرب التونسي    نيسان تراهن على توحيد الجهود مع هوندا وميتسوبيشي    محمد صلاح: لا يوجد أي جديد بشأن مُستقبلي    تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة    سوس ماسة… اختيار 35 مشروعًا صغيرًا ومتوسطًا لدعم مشاريع ذكية    النفط يرتفع مدعوما بآمال تيسير السياسة النقدية الأمريكية    أسعار اللحوم الحمراء تحلق في السماء!    توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين    غضب في الجارة الجنوبية بعد توغل الجيش الجزائري داخل الأراضي الموريتانية    نادي قضاة المغرب…تعزيز استقلال القضاء ودعم النجاعة القضائية        بنما تطالب دونالد ترامب بالاحترام    "سونيك ذي هيدجهوغ 3" يتصدر ترتيب شباك التذاكر    تواشجات المدرسة.. الكتابة.. الأسرة/ الأب    تولي إيلون ماسك لمنصب سياسي يُثير شُبهة تضارب المصالح بالولايات المتحدة الأمريكية    أبرز توصيات المشاركين في المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة بطنجة    تنظيم كأس العالم 2030 رافعة قوية نحو المجد المغربي.. بقلم / / عبده حقي    شكاية ضد منتحل صفة يفرض إتاوات على تجار سوق الجملة بالبيضاء    تصنيف التنافسية المستدامة يضع المغرب على رأس دول المغرب العربي    إعلامية فرنسية تتعرض لتنمر الجزائريين بسبب ارتدائها القفطان المغربي    إدريس الروخ يكتب: الممثل والوضع الاعتباري    السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان    شركة Apple تضيف المغرب إلى خدمة "Look Around" في تطبيق آبل مابس.. نحو تحسين السياحة والتنقل    حكيم زياش يثير الجدل قبل الميركاتو.. الوجهة بين الخليج وأوروبا        الموساد يعلق على "خداع حزب الله"    اختتام أشغال الدورة ال10 العادية للجنة الفنية المعنية بالعدالة والشؤون القانونية واعتماد تقريرها من قبل وزراء العدل في الاتحاد الإفريقي    شركات الطيران ليست مستعدة للاستغناء عن "الكيروسين"    أنشيلوتي يشيد بأداء مبابي ضد إشبيلية:"أحيانًا أكون على حق وفترة تكيف مبابي مع ريال قد انتهت"    معهد "بروميثيوس" يدعو مندوبية التخطيط إلى تحديث البيانات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على على منصتها    كيوسك الإثنين | إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار    مواجهة نوبات الهلع .. استراتيجية الإلهاء ترافق الاستشفاء    إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السرد النسوي .. المعالجات والأمل
نشر في أنا المغرب يوم 25 - 05 - 2010


السرد النسوي .. المعالجات والأمل
التواري خلف الرمز لصياغة التاريخ .. رواية القضم البطيء
” ثورة المخمل ” للسورية كلاديس مطر
زيد الشهيد – العراق
عالجت المرأة – الكاتبة – العربية ( الروائية والقصصية ) عبر سردياتها المختلفة تعالقات وجودها المأسور بتابوات تأخذ أشكال الأطر الحلقية التي ما أن تتجاوز أحدها حتى تواجه بأخرى ، ثم أخرى ، ُثم أخرى .. وهلمّ جرا .
وكان عليها أن توظّف خضم طاقاتها للمواجهة بغية إدراك تخوم المبتغى وتحقيق ما سُلِبَ منها عبر العصور والحقب تحت وطأة وأثقال وقوانين وضعية جعلت منها عاملاً سلبياً لا ايجابياً في حركية البُنى الاجتماعية ؛ وأوقِفَت ؛ بل حُنِّطَت فيها كل قدراتها التي من المفترض أن ترفد تقدّم المجتمع من أجل حيازة الجهد الإنساني الصحيح والامثل .. وإزاء هذا المحك الذي تتجسد أمامه القدرة التحمّلية والانبثاق الذكي ، والفعل المنتَج ظهرت ثمة كتلٌ إبداعية نسوية اتخذت ثلاثة اتجاهات . تمثلت الكتلة الأولى في نَفَسِها المحدود وباعها المتردد في السعي للوصول حتى نهاية مطاف تحقق الإرادة ؛ فتلكأت وتعثرت ، ومن بعدها انكفأت بإبداعها وبصوتها المُعلَن فتوارت عاجزة ، واندثرت . فضاع جهدها ، وخبا صوتها ، وأفل ضياؤها ؛ وأصبحت في عداد النسيان . وإذا ذُكِرَت فسيكون ذكرها ذكر المرور السريع البسيط فيما الكتلة الثانية وهي التي اتخذت من الإرادة الصلبة سلاحاً في المواجهة ؛ فتصدّت للأصوات الزاعقة ، ولم تتوقف ؛ بل وقفت بوجه التهديدات العنفية والهجمات الظلامية ولم تتردد أو تجبن . وراحت تجاهر معتمدة على إرادة لا تلين ، وتصميم يُعلن أن الشجاعة لا تقتصر على الرجال إنّما النساء هنَّ مَن منحن الرجال وأرضعنهم إيّاها . أمّا الكتلة الثالثة فكانت لها حضورٌ على الساحة الثقافية ، لكنه حضور لم يتخذ من قضية المرأة فعلاً لنشاطها مؤثرةً عدم الدخول إلى التيار ( سواء في السير معه أو الوقوف ضده ) فكان التناول في السرد يتَخذ حركة المجتمع وفيه تتصارع الشخوص بلا هوية جنسية ( ذكر أو أنثى ) وتتراكم الأحداث حسب احتداماتها . فقد تقف الساردة بجانب رجل ضد امرأة ، وقد تأتي الأحداث لتنصف امرأة في مجرّة صراعها مع القوى المواجهة لها من المدِّ الذكوري . أي دون أن يكون ثمة انحياز إلا بقدر الوقفة التي يستوجبها الموقف في السرد ، ومتطلبات صيرورة الحدث الذي انبثق فتمخَّض . والروائية السورية كلاديس مطر هي مَن جاءت مجاميعها القصصية وكتاباتها الروائية تحمل التوصيف الثالث ، منسلخةً من المجموعتين الأولى والثانية .
تبتدىء ” ثورة المخمل ” كخطاب روائي بمقدمة تعطي رؤية لقراءة ما قبل الطبع كتبتها الباحثة المغربية فاطمة المرنيسي التي ولجت أحداث الرواية ووضعت أصابعها على ألاماكن الرخوة من الجسد التدويني مثلما وقفت تحفر في ثرى بعض الأماكن التي قد لا تثير قارئاً عاديا . والباحثة لم تتناول جملة الإحداث ولا وقفت عند الذروة لتتملّى فتخرج ساحبةً الأنفاس في لحظة تنوير سيروري لهيكلية الرواية التقليدية إنّما استلت الشفرات التي بثتها صانعة الخطاب وبنت عليها_ الباحثة _ رؤيتها القرائية النقدية فكان هناك الراوي الذي جعلته صانعة الخطاب راوياً رائياً وهو بمهنةٍ كثيراً ما كانت ترميزاً للتلاعب بالمواقف وعدم الثبات والتقلّب حسب الأهواء ، وحسب ما تقتضيه المصلحة الذاتية حتى لو أطيح بالمصلحة العامة وتم إفناء الماحول . هذه الشخصية التي تروي الأحداث وتدفعنا إلى الإصغاء لها بكل دوافعنا وذائقتنا واهتماماتنا يمتهن ” اللعب على الحبال ” كلاعب سيرك خبر العيون التي تلاحقه وهو يتقافز من حبل لآخر ، من موقع مثير مخيف لموقع أكثر خشية وأكبر فعل مؤثر في النفس ، وأدرك من خلال تسلطه حيث يتخذ النقطة العليا والمركز المهيمن على العيون الملاحقة فيميّز من خلال موقعه نسبةَ الإرادة في قلوب المتفرجين ، وقدر الخوف والرعب الدفينين في أعماقهم ؛ تماماً كما يدرك حجم النوايا الدهائية والصلابة الجوّانية لغيرهم . أولئك الذين يبيتون هذه النوايا لأهداف ضامرة تبتغي الزحف بطريقة ذئبية تقربهم رويداً رويدا من هدفهم الضامر في دهاليز عقولهم المخططة للاستحواذ على أشياء وضعوها أهدافاً مقدسة ينبغي اداراكها ونيلها لتكون ملكاً أبديا لا ينازعهم في ملكيتها أحد . وتتوجه الباحثة صاحبة المقدمة لتتولى تعريفنا بصرخة لاعب السيرك الذي رأى كشاهد للتاريخ الأعداء يتغلغلون في الثنايا والعطفات ليستحوذوا على الحاضر ويبنوا للمستقبل _ مستقبلهم هم _ لاغين ماضي امة كانت لها مكان تحت الشمس .
وفي الخطاب الذي يتولى لاعب السيرك عرضه بالسرد والتوصيف تمر ذائقتنا القرائية على شخوص الرواية الأساسيين ؛ وهم شخوص إرتأت صانعة الخطاب أن توزعهم على ثلاثة أديان هي ما حفرت وجودها على الأرض التي وجدت نفسها مرتعاً خصباً لتقبّل مَن يأتي ليعلن أن ثمة رسالة سماوية جاء بها ؛ فكان ” صدر الدين ” مسلماً سلطاناً ، ومن اسمه المركب يمكن الاستدلال على أنه غير عربي أصلاً وأنه يقيناً يعود إلى السلالة العثمانية ، تاريخاً وتسلطاً . ثم ” جاد الحق ” مسيحياً فقدَ المشورة والرأي وبقي بلا قرار ، تتقاذفه الأهواء وتطيح بهيبته أفكارُ البخل تارة والتجديف تارات ؛ وهو بين هذا وذاك يعيش بلا تأثير يمكن أن يغير مجرى الأحداث ؛ فقط ارتكن لهوى ( السقوط في حومة بغي ) كان يضنّه الخلاص من فقدانه إرثه ووجاهته اللذين يأس من عودتهما . أما الدين الثالث فاليهودي ويمثله ” آرون ” وإن لم تصرّح به صانعة الخطاب وتعرِّف بهويته ، لكنَّ اسمه يدلل على ذلك ، ودهاؤه اللاحق يشير إليه . وآرون في الفعل السردي يأتي ذا شخصية مزدوجة ومعقدة مجبولة على الحيلة والدهاء وامتلاك قدرة عسكرية وسيطرة اقتصادية تدفع به إلى قضم ” وادي الرماد ” شيئاً فأشياءاً ، معتمداً سلب إرادة الحاكم صدر الدين ، نافذاً من منافذ ضعف الأخير بإغراقه في ملذات الجنس والخمرة . كما تقدمه صانعة الخطاب على أنّه نصير شعبه ، مكلف بمهمة تاريخية اقلها إيجاد ارضٍ يسكنوا ويعيشوا ويجدوا فوقها بأي ثمن ، وبأية طريقةٍ وحجة ؛ فهو ” قائدهم ووسيطهم مع الله في ذلك الزمان ... كلّف بتحرير شعبه والبحث له عن أرضٍ للإقامة كأحرار. وقبل الوصول إلى الوادي ، الأرض التي أعدت لهم كما في الكتب ، حرثوا الصحراء مقتفين أعمدة الدخان نهاراً وأعمدة النار ليلاً التي كان يوقدها لهم ربّهم لتمييز الطريق نحو الضياع المقصود .” ص73 لكن هذا الضياع وفي موقع آخر يغدو حالة من الثبات والتصميم على البقاء فقد جاءوا محمَّلين بالتصميم النافذ والمساعدات التي يغدقها عليهم حلفاؤهم ، فدخلوا الحروب تلو الحروب ممنّين النفس بحلمٍ قديم يستهين به السارد بصيغة تهكمية يقرّب من خلالها رؤيتهم من منبت الهُراء . : ” لقد دارت حروب طاحنة بين شعب آرون منذ أن استوطن أراضي الوادي الشاسعة وبين السكان الأصليين . أما اليوم وبعد كل تلك السنوات ما زالوا يغذون في أنفسهم ذلك الحلم القديم . حلم ربّما خلقه خيال كاتب قديم انقاد مثلي وراء شهوة السرد وحبك القصص ، ذلك أن الأدب كله حلم سطره صاحبه على الورق بداعهي الجمال وربّما ترك أثر . ” ص73
وثمة ما تدونه الكاتبة كتبرير لفقدان المسيحية بريقها وتأثيرها وفاعليتها بحيث تتقهقر وتتلاشى وتصبح ديانة تضيق عليها الحدود بعد ما كان لها الانتشار الأوسع والتأثير الافعل ، والسيطرة الكبيرة ... تعطي الكاتبة تركيزها على الخلافات والتفككات التي حدت في الفكر المسيحي الديني فانتجت مجتمعاً متهشماً استطاع مَن جاء إليهم أن يتداخل بينهم فيبعثرهم ويعلن سيادته لقرون على الوادي . وهي إشارة إلى الفكر الإسلامي الديني الذي بفعل تأججه وشبابه وحيويته تمكَّن من أن يجعل ” وادي الرماد ” مكاناً له وأن يغيّر فكر سكّانه المسيحي إلى فكرٍ آخر : ” أزاح الستار عن ذاكرته الدينية وأخذ يحصي الهرطقات التي نتجت عن المسيحية وسوء الفهم الذي ولدته طبيعة المسيح وكيف انتشرت هذه المذاهب في الوادي من الشمال إلى الجنوب بحيث زالت بقاياها حتى الآن . فهناك الأديرة والبازيليكيات والأبراج والأجراس والأعمدة التي كان النساك يموتون فوقها ، ثم الرهبنة كطريقة في الحياة أساسها العزوبة والفقر والطاعة . ” ص152
كذلك سعت صانعة الخطاب إلى تقديم الحقبة التي نقلت فيها تعاليم الإسلام من الموجب إلى السالب بفعل سلاطنة آل عثمان الذين كان همّهم التربع على كرسي الحكم والتمتع لوحدهم بخيرات البلدان الذين جعلوا منها وسيلة لفرض سيطرتهم ونشر نفوذهم فأذلت المسلمين قبل غيرهم ؛ وسلبت خيرات الأمم المسلمة قبل أن تنزل سيطرةً واحتلالاً بأراضي الأمم الأخرى . ثم آل المآل بهم إلى أن يجعلوا النخر في جسد الأوطان الرازحة تحت ظلهم ينمو ويتسع حتى إذا انتهوا كانت هذه الأوطان تعاني من أمراضٍ مستعصية أقلها الجهل وتفشي ألامية وضعف الاقتصاد والركون في أقصى زوايا العالم المنطلق نحو منابت النور بثقةٍ عالية وجسد كلّه سلامةٌ واتزان .
وتغدو نظرة الهيبة التي كان سلاطنة آل عثمان يضفونها على أنفسهم ويجبرون الآخرين على إظهارها نظرة ازدراء من قبل المواطن جاد الحق ( المسيحي ) الذي شاهد آرون ( اليهودي ) يقظم وادي الرماد بأراضيه وسهوله ومياهه من أمام أنظار صدر الدين ( المسلم ) الصاغر ، الناظر إلى الأحداث مثل معتوه لا يفقه تجسيدات الحدث وتاثيراته . فقد صار بامكان جاد الحق : ” ان يبصق على سيارة الباشا كلما مرت ببطء ... يتطلع من وراء الزجاج المفتوح بحزن وانكسار إلى آثار الصحراويين وهي تنتشر في إرجاء الوادي وتحيل المزارع العشوائية التي يرويها المطر إلى ابنية يتصاعد منها الدخان الملوث تحت اسم صناعة . “ص113
الزمن والرمز
يتمطى الزمن الذي لعبت صانعة الخطاب على حباله كما لاعب السيرك ؛ ويأخذ الرمز فعله المتمدد الوسيع في هذا الخطاب . فلم تأتِ الرواية لتقصَّ حقبةً ولا لتؤشر زمناً تؤطره الأرقام التاريخية ؛ كما أن الأسماء التي وردت والأماكن التي أُشِّرت ليس لها وجود على جغرافية المنطقة وخارطة التاريخ . لهذا ونحن نسير مع خطى الرواية ونتماهي مع إحداثها ودواخل شخوصها لا نستطيع الإقرار بأنها تمثل زمنا محددّاً إلا إذا استعنا بتأويل يقربنا من الحقبة التي تم التقارب فيها بين مصر وإسرائيل في ثمانينات القرن الماضي ورؤية صانعة الخطاب على أنّه تقارب جاء بدهاء من إسرائيل التي يشير الرمز إليها على أنها تضم قوماً أطلقت عليه اسم ( الصحراويون ) ومصر والترميز لها ب ( وادي الرماد ) وهو تشفير يمكن تأويله والخروج بمدلول أن الوادي صار رماداً بفعل التقارب الذي حصل بين إسرائيل ومصر . وفيها ترصد صانعة الخطاب وعلى لسان لاعب السيرك الراوي الذي هو ترميز آخر للتاريخ ( البهلوان ) غير الثابت حالة اليأس والتطيّر مما حصل ، مفجِّرةً تنبؤاً تشاؤمياً للقادم من الأيام . ” أمعنت بعقلي النظر فوق الخرائط فلمحتُ النيران المشتعلة في المعابد وقصور الحكام وفي الحدائق الملكية وقد التهمت كل شيء وأحالته إلى رماد . ألهذا يطلقون عليه وادي الرماد ؟ ” ص150
وتبدو لعبة التماهي مع الزمن والهرب من حدود المكان استعانةً بالرمز واضحةً منذ ابتداءات الرحلة القرائية . فالمتلقي الذي فتح بصيرته وهيأ ذائقته لتتبع مجرى الفعل السردي سيصطدم بمطبات تخيلية كثيرة ؛ ويجد نفسه في بعض الأحيان في رجراج رؤيوي وعدم اتزان تصويري بفعل التقلّب الذي تمارسه الروائية استعانةً بالرمز . ففي الوقت الذي يظن المتلقي أنه يلج عوالم القرون الوسطى حيث المعابد والكنائس وحركة الناس البدائية البسيطة ، وأجواء السلاطين ، وأخبار الصحراويين التي لا بد أن ترسم في ذهن المتلقي الصور البدوية أو التراسيم التي تأخذ شكل الحياة البسيطة ؛ في كل هذا الوقت تصدمنا صانعة الخطاب بزمن آخر يتداخل معه وفيه ، له رموزه وتوصيفاته الدالة عليه كزمن معاصر نعيش حياته اللحظة . فيصار على المتلقي قراءة مفردات عصرية مثل : ” الجامعة /مصانع ضخمة من اجل تعليب التفاح / شركة مشتركة الأسهم / امتيازات / أبنية يتصاعد منها الدخان الملوَّث تحت اسم صناعة .... ”
إذاً يتداخل الزمن في هذا البناء الروائي بالرمز فيخلق الاثنان فضاءً هلامياً تسبح فيه الشخوص ، وتسير في خضمه الأحداث ؛ ويكون المتلقي في وضع لا يمنحه الارتياح كقارىء جاء للمتعة إنّما يدفع به إلى التقصي والتحري والتفاعل مجبراً . أي أنه سيجد وجوده يشارك في ابجدية اللعبة الخطابية التي لعبتها الروائية كخالقة تمتحي لنفسها هدف البراعة في القص والتأثير .
فعل الشخصيات .. نظرية التهميش
بتتبع مسار الحدث الروائي والأحداث اللاحقه به أو المتشعبة منه يمكن للمتلقي الراحل على أديم قراءته لهذا الخطاب أنه يضم شخصياتِ انتفت عنهم البطولة وجردتهم صانعة الخطاب من أيّما فعل يغير مجرى الأحداث . أي أنها حركتهم كما الدمى التي ليس لها قدرة الحركة فجاءوا مشلولي الإرادة ، مقموعي الفعل ؛ منهكين بفعل الخواء الذي اعتراهم والذي توارثوه من أسلافهم . وهنا تكمن إحدى شفرات هذا الخطاب الحادة التي ترثي للامّة ( بأديانها وقوميتها ، وحتى القوميات والأديان التي أجبرت على العيش تحت خيمة انهيارها) التي تتخذ من هذه الجغرافية البشرية والتضاريسية موقعاً لوجودها وتنعي موتها ، وإن حاولت في نهاية الخطاب باستدراكٍ غير مقنع أن تزرق هذا الجسد الميت بحقنة الحياة .
نعم جاءت شخصيات الرواية بلا فعل ؛ وأتت محمّلة بالأحزان ، والأسى ، والضعف ، والفكر المشلول . ولم تنوجد ثمةَ بارقة للمراجعة والنهوض . شخصيات انشغلت بذاتياتها وحياتها الفردية ، ولم تسع لِلمِّ الشمل وتوحيد القوى . وهكذا هي على هذه الحال تنتظر المنقذ المخلِّص لينتهي وجود آرون الرمز وتزول دولة الصحراء الدخيلة الآخذة بالاتساع والتقدم التقني ونشرع أذرعة هيمنتها على الارض والسماء .فالقس في موقعه الكهنوتي عاجز لا يرى في حياته غير أن يتضرع إلى الرب وينثر نصائحه على مَن يأتيه بآلية لا تعرف التقدم والسلطان المسلم عاجز لا تشغله غير حياته اليومية في ايوانات قصره ومنابع اللذة التي يغدقها عليه آرون بدراية دهائية ؛ إذ هو المخاتل المختلس ذو النوايا الطمعية الكبيرة والواسعة ، وثمة جاد الحق المهمّش والمنخور ، الضائع بين بخلٍ أتصف به وذكريات يحاكيها الأسى على رباط سَلبَ منه أرادته تاركاً إيّاه يتهالك في سبيل استرجاع مومس صارت زوجةً له بفعل وضاعة الزمن الذي كان يعيش أيامه بلا هدف ولا غايات .
وفي المسار السردي تعريفات بشخوص عرضت صانعة الخطاب انتماءاتهم جذورهم التاريخية والاجتماعية مثل ( عبد الحق السوري بن احمد بن طانيوس ، والاب فريد بن جبرائيل ابن غطاس ، وغيرهم ) لكنهم ظلّوا وعلى امتداد الماراثون الروائي بلا فعل ولا طائل . إنهم التأثيثات الهوائية والفراغية التي شغلت حيّزاً من الخطاب ؛ جاءت بهم الروائية وهم يعرضون هوياتهم بأنفسهم كمتمم لخواء الشخصيات . فهم أناس مقموعون بفعل قوة قاهرة لا يستطيعون أن يقفوا بمواجهة دهائها وقدراتها الكبيرة فليس ثمة مَن يقودهم ؛ والذي يتولى أمورهم سلطان عاجز جاء إلى سدة الحكم بفرمان وراثي لا بذكاء سياسي يتمتع به ، ولا قدرة على إدارة سدة حكم . لذلك كان عليه أن يخضع لما يملي عليه آرون ويدفعه إلى توقيع كل ما يطلبه فصار وادي الرماد بإرثه ويمه ملكاً لآرون ولم يحظ أصحابه بشيء حتى أنهم خسروا وأضاعوا أحلامهم وامانيهم فلم يعد لديهم غير التحسّر على ما ضاع .
إن الخطاب الروائي يدخل في مسعاه إلى غور الحقائق ليكشف عيوب اللحظة التي تلد لحظة ، ثم لحظة ؛ ولحظة .. وهكذا . ويعطي توصيفا لزمن حياة الشخوص التي هي شريحة لتاريخ عاشته الشعوب وقضت أيامها في مخاضاته وتداخلاته ومنتهاه . وبذلك تتشكّل أيدلوجية خاصة تعبر عن مكنونات صانع الخطاب ؛ حيث يبث افرازاتها ورائحتها عبر الأسطر والصفحات وفي دواخل الشخوص وحركاتهم . وفي عصرنا ؛ عصر ما بعد منتصف القرن العشرين تكمن مشكلة العرب الكبرى ألا وهي الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين وعجز العرب عن مواجهته بسبب التشتت والفرقة ، والانشغال بجزئيات لم تعد تتماشى مع لغة العصر ، والنأي عن رائحة الحضارة التي تشيع فتغري الآخرين وتدعوهم إلى اللحاق بها ليحيون كما تحيا البشرية المتفتحة على خيرات الله وسماحته . وكلاديس مطر هنا تقدم انموذجها الايدلوجي النابع من تأسيها على امةٍ نسيت التاريخ وحركته ورجاءاته فنساها الله وتركها تتخبط بلا طائل في حياة لا ترحم المتقاعسين .
الشخصيات المتميزة في الفعل والتأثير
يندر أن نقرأ بوحاً واعتراف تلقيهما مومس خلقها صانع الخطاب في إحدى رواياته أو قصصه كما نقرأهما في ” ثورة المخمل ” وعلى لسان بلقيس التي انتشلها يوماً جاد الحق لحظ جاءت به متاهة الذات الضائعة فوجد كيانه وجها لوجه أمام كلمات تجر مسامعه جرّاً اجبارياً ويرى إلى وجه يحمل أفانين الغواية فيطيح بهيبة عمر تجاوز الاربعين عاماً .
يندر أن تُرسم صورة بهذا التجسيد المميز ، والتشكيل الفاعل لمومس تستنهض كافة أسلحة الأنوثة لتردي ندّها عليلاً خاوياً ، قتيلاً كما دفعتنا صانعة الخطاب لرسمه .
إن نجاح الناص الخالق لوجود الشخصيات في إبداعه وتمييز ثرائه وهيبته إنما يتأتى من إيهامنا بان الشخصية التي شكلها بمفرداته وأبجدية خيال إنما هي شخصية حقيقية تعيش الواقع : تخطو ، وتنفعل ، وتتحدث ، وتناقش ، وتعبر عن مكنوناتها التي تغدو أمام مشاعرنا حقيقية صادقة . وبلقيس التي جاءت مستلة من خيال الروائية تتجسد مخلوقة تعيش أمامنا وتقف إزاء القس فريد في لحظة حقيقية تبوح باعتراف صادق كأنه اعتراف ينبثق من امرأة تعيش الواقع بكل ارثه ومجاهيله وأحاجيه .
إن شخصية بلقيس تلفت الاهتمام لدى الداخل إلى ميدان ” ثورة المخمل ” وتوقف الدارس طويلاً يتحرى في فحوى هذا التجسد ؛ بل هذا التجلي في شخص امرأة تأتي لتبوح . وهي لفتة ذكية أخرى تحسب للروائية فلم توكل للصوت الثالث التحدث عن تاريخ بلقيس ، بل جعل ببلوغرافيا بلقيس تأتي على لسانها بهيئة اعتراف أمام قس ، الاستماع أحد مهامه الدينية .
يكمن تميز أسلوب الروائية وحسن استخدامها اللغة الشعرية المدافة بلوعة تدفع القارىء إلى الاصطفاف مع الشخصية المستلبة التي تفيض مكنوناتها باعترافات صادقة جداً ، ونقية جداً بلا مواربة ولا خداع . الاعتراف الذي يصل حد البساطة ؛ تلك التي يلتجىء فيها الإنسان المكلوم التعيس في ساعات ضعفه بالدعاء لمن ينقذه هو وإن لم يؤمن بقوةِ ذلك الاتجاه ولا بأدنى سطوة لديه . أتذكر نصاً شعرياً لقس انكليزي اسمه ” جورج هربرت ” بعنوان ” البكرة .. pulley ) يتحدث فيه عن أن الله عندما خلق الإنسان منحه كل شيء : الجمال والثروة ، والجاه ، والطبيعة ؛ لكنه أخذ منه شيئاً واحدة وهو راحة البال .. rest of mind ) . فتذرع الإنسان متسائلا : يا إلهي انكَ منحتني كل هذه العطايا الثمينة فلماذا حجبت عنا هذا الشيء البسيط لديك ؟ . لحظتها أجابه الله : أيها الإنسان ، لو أعطيتك هذا الشيء البسيط كما تتصوره فانك ستنساني في ملذاتك وبهرجتك ، لذا جعلتُ هذا الشيء كالبكرة التي تسحبك إلي كلما احتجتني . وهنا تقف بلقيس بائحةً بدواخلها ودواخل مثيلاتها من البغايا المهمّشات المرميات في أدنى زوايا السحق وعطفات الدونيّة ولتقول بأنها( بأنهنَّ ) كثيراً ما كان الله ملاذاً نهائياً موقفَ أنْ تجد نفسها مقذوفةً ، وحيدة ، خاوية . : ” يا أبانا .. دعني أقبل يديك اللتين وضعتهما على رأسي ساعة العماد .. أنا امرأة لا دين لي قبلا بل أنني لم انشأ على دين مطلقاً . لقد تعرفت على الله في لالا عايدة من كثرة مناداته في لحظات الألم والكآبة التي كنت أحسها ورفيقاتي .. تعرفتُ عليه من زفرات منتصف الليل ودموع الأرق التي كانت تسيل من عيوننا في ظلام الحجرات التي كنّا نمارس فيها ضياعنا اليومي المكافأ .. ” ص130
وتبقى الشعرية صفة ملازمة في التوصيف والسرد على لسان بلقيس فتأتي كما لو كانت ملاكاً قد أخطأ أو بشراً ارتفع إلى تخوم الملائكة . تبقى تتحدث بمفردات الشعر فتتلاعب بالمفردات محرزة تميزاً في كسب ورضا السامع ( سواء كان السامع هو الله أو القس الذي وقف وراء الحاجز أو المتلقّي الذي يبغي إدراك نوايا هذا المخلوق وهو يفشي انقباضه ليكسب ارتخاءه . ) وهو كسب يقينا سيؤثر في مسمع وأعماق مَن يقف ليرى ويتطلع ، ويتَّخذ القرار . ” إني لم أقتل خصومي من الرجال طعناً بالخناجر أو بدس السم وإنما بشالات الحرير الطويلة المفتولة والحب العنيف والشعر والحث على اللهو كل حين . من سيقف أمام خطوط دفاعي بعد الآن وما هي الأسلحة التي ستبز أسلحتي الأشد فتكاً ! إنَّ عواطفي أقدم وأعمق من أي دين وانتماء .. لا تفتح عينيك استغراباً يا أبانا ، لقد عمَّدني التاريخ قبلك بالكرب والمتعة والترقب والسعادة والحزن الدفين والغبطة التي لا حدود لها ، ومع ذلك أشعر بالامتنان لهذا الحب الذي منحتني من دون مقدمات . ” ص131 .. حتى وهي تقدم نفسها على الورق فإنها تظل تحتفظ بحيوية البوح بلا خشية ، بمنطق التي لا تخشى ما سيقال عنها لأنها أدرى بالواقع وحيثياته ، ومستجداته ، وافرازاته ، وأكثر إدراكاً للنفس البشرية التي تتلبس لبوس متفاوتة .. لبوسات التقى والورع والهدوء والدعة واليقين والثبات لكنها في حقيقة الأمر لبوسات واهية ، ليست إلا ثوباً يخفي سوءات الإنسان الذي يجاهد ان يكون مقبولاً ومبجلاً لدى وبنظر الآخرين مع انه اعرف بخوائه وكذب ادعائه وزيف أفعاله . وبلقيس هنا تتحرك لتكون نموذجاً نقيّاً للتحدث بكامل الصراحة والشجاعة ، بلا لبوس خادع تتلفع به . وهي تعرف أنها بمهمتها التي وجدت قدرها يكرّسها كعمل يومي تستطيع إتقان حرفيات هذه المهنة وأدائها بالشكل الجاد والفاعل . كما تعرف أن وجودها كامرأة لا يمكن ان يهمّش مهما جهد الرجل في ذلك وجعلها تابعاً ، أو قطعة تحفية يتمتع بها متى شاء وأنى رغب ، فهي القادرة على إذلاله أو تبجيله ” أنا بلقيس ابنة وداد ابنة سونيا الجميلة . أنا لستُ مجرد امرأة . إنني هذا الكون كله الذي تراه أمامك . بل أنا مستعدة أن آخذك معي إلى إي مكان حلمتَ بالذهاب إليه بمجرد أن تسقط ثيابي عني . ”
إن بلقيس هي الشخصية الوحيدة التي مزقت شرنقة وجودها فلم ترض برتابة الحياة التي عاشتها مع جاد الحق ؛ بل لم تقتنع لزوج غير قادر على التغيير وليس من همٍّ له سوى الاستمتاع بجمالها وجذوتها ، فتركته من أجل التغيير . ووجدت في الدير ملاذاً للتحول نحو التغيير الأكبر . لكنها اكتشفت عالم الدير لا يختلف عن عالم جاد الحق . فهو عالم يغلب عليه الرهبنة الكلاسيكية الرتيبة التي لا تنحو نحو تمزيق شرنقة القرون الملتفة على الدير وحياته التقليدية . وإرتأت أن تتحول إلى بوادر المقاومة ؛ مقاومة الصحراويين الذين استولوا على كل شيء . لكن اليد الواحدة لا تصفق والخواء يفرش اجنحته الرصاصية على كل تفاصيل الحياة .
وهكذا .. نحن إزاء رواية يتداخل فيها التاريخ بالايدولوجيا ، ويتصارع فيها الذاتي المًتعب بالموضوعي المتحفِّز . وما على المتلقي سوى أن يرحل مع تفصلاتها ويقف عند شفراتها ليقوده تأويله الخاص إلى المدلولات التي لا بدَّ ستكون لصالح الرواية لا لجانب رغبته . ففيها ما لا يسر ، وبها ما لا يرضي . لكنها تقول الواقع ولا تحيد عن الحقيقة .
وهكذا أيضاً .. نحن أمام روائية لم تاخذها الذاتيات بعيداً ولم تنشغل بعاطفة المرأة المقموعة المتصارعة مع الرجل المتسلط المهيمن ؛ لا ولا كان الحب واشكالاته هو ما غرقت به . إنها مشغولة بهمٍّ أكبر . همِّ مشاهدةِ أمَّتها التي تعيش الضياع فلا تفقه كيف تسير ، ولا تعرف أي طريق تتخذ ؛ فهي كالسفينة الماخرة عباب البحر ويتنافس على قيادتها ربابنة ، كلٌّ يدعي أنّه الأذكى والأحق في قيادتها دون النظر إلى العواصف والأعاصير التي تحيط بها وتنذر بالويل والدمار .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.