خاص بأنا المغرب: أتأمل ظلا يبحث عن نفسه في مرآة الضياع ، يقيس زمانه في ليال عالقة بين الذكرى والنسيان، بين الأسطورة والسراب تجمد بين حدائق العذاب الباردة التي يمارسها على نفسه، يحاول الإنتحار بحثا عن النعمة في الهلاك، يلقي بنفسه بجحيم البأس واليأس، يحتضر على رماد جثته التي أحرقها يكاد يلامس رمال الحقد والكراهية : لتلطمه موجة القدر الغاضبة من إستفزازه لها، رجته بعنف ثم أسكنته بين ثنايا روحي وخطوط قلبي ذهلت أمام المشهد وارتبكت شراييني بوجوده بحثت فيه عن أسس المنطق، بين رعشة الإندفاع والدهشة تسائلت عنه وعما يعتريه ؟ رد والشجن يمزج حروفه ببعض من الأمال التي لم أعرف مصدرها في ذلك الحين تسألينني من أنا ....! أنا من أطلقت عليه رصاصة الإنتحار ، أنا من أحرقته وشوهته نيران عقلك فأصبحت جسدا بلا روح وقبرا بلا جسد أنا يا سيدتي مجرد حرفين دون مغزى: حاء وباء ... فقط أكدت إتهاماته بشيء من الحذر الذي ما كاد يدق ناقوس الخطر حتى أحسست باستفتاء يجري بداخلي ؛ من معه ومن ضده ؟ أقاوم و أعارض جسدي بما فيه من خلايا ... استسلمت حواسي، لتمساح ينقض علي والدموع عالقة بين مقلتيه، ينتظر أن يبتلعني كاملة ليخزن دمعته الماكرة في زاوية من عينيه للفريسة التالية. تتهمني بالعنف، لكن الذي تجهله سيدي هو أن قساوتي ورثتها عنك ، وأني لست سوى تلميذة كانت تقضي لياليها في مراجعة كتب التأم الجرح و التداوي من نوباتك الجنونية لأتخرج من معهدك العالي للقساوة. ما إن تخرجت عينت خبيرة قتل المشاعر والأحاسيس :وحرفيك مجتمعين، أو متفرقين ما عادا يعنيان لي شيئا كقوس قزح فقد ألوانه السبعة وطبعه اللون الرمادي... كان لابد من قتلك سيدي ... لأحيا أنا.