الناشط في منظمة “كسر الصمت” يهودا شاوول خلال إطلاعه صحافيين دوليين على انتهاكات الجنود الإسرائيليين لحقوق الفلسطينيين في الخليل زار جنود إسرائيليون سابقون من منظمة “كسر الصمت” ونشطاء حقوقيون ألمانيا لفضح الانتهاكات الجارية لحقوق الفلسطينيين من قبل أفراد في الجيش الإسرائيلي، والخارجية الإسرائيلية تنتقد لجوء المنظمة إلى الخارج. كان من الأحب على قلب جندي الاحتياط الإسرائيلي يهودا شاوول لو أحاله المرء على المحاكمة، إذ أنه ارتكب خلال خدمته العسكرية أعمالا عديدة يستأهل بسببها قضاء عشرات السنين في السجن حسب قوله. وأوضح شاوول سبب عدم سوقه إلى المحكمة قائلا إن محاكمته كانت ستجر رؤساءه إليها أيضا مضيفا أنه كان يتمنى لو حدث ذلك، لأن لو تمَّ ذلك لكان حقَّق الحدث السياسي الأهم في حياته، أي لتحمَّل مسؤولية ما ارتكبته يداه. وزاد أن مجمل نظام الظلم الممارس في الضفة الغربية كان سيحاكم معه أيضا. شاوول يعرض كيفية تعذيب الفلسطينيين وإذلالهم ويبلغ يهودا شاوول ال 27 من العمر، وهو من مواليد القدس وينتمي إلى اليهود الأرثوذكس، وأمضى خدمته العسكرية لمدة ثلاث سنوات في الخليل حيث تعيش أقلية صغيرة من 600 مستوطن يهودي متطرف بين 220 ألف فلسطيني. وبعد انتهاء الخدمة أسس مع رفاق له منظمة “كسر الصمت”. وللمرة الأولى يصدم هؤلاء الشباب الرأي العام الإسرائيلي ويتحدثون أمامه حول كيفية قيامهم بتعذيب فلسطينيين وإذلالهم في الخليل، وكيفية تفتيش سياراتهم وإيقاع الضرر بممتلكاتهم وتدنيس أمواتهم وتحويل حياتهم إلى جحيم. وذكر شاوول أن المرء يعتاد بسرعة على هذه الأعمال مشيرا إلى أنه إذا رغب الجنود في مشاهدة لعبة كرة قدم يبحثون عن منزل على سطحه طبق استقبال للأقمار الصناعية فيدهمون المنزل ويقفلون على العائلة في غرفة ويحضرون المباراة. وتابع: “مثل هذه الأعمال قمنا بها نحن الجنود جميعا”. “الضباط قالوا لنا: أطلقوا النار دون أسئلة” ومنذ 2004 كسر هؤلاء الجنود الصمت وبدأوا يكشفون وضع الاحتلال أمام الرأي العام الإسرائيلي والدولي. وبعد حرب غزة قبل سنة أيضا أخذوا ينشرون أقوال الجنود الإسرائيليين الشهود مثل أمير الذي قال إن الجنود فهموا بسرعة بعد حديث الضباط معهم بأن الأمر هذه المرة لا يتعلق بمجرد عملية، وإنما بحرب قاسية. وأضاف: “كانت الأوامر تتلخَّص بعدم الالتزام هذه المرة بالتي كنا نتلقاها سابقا وتدعو إلى تفادي التعرض للمدنيين “. وتابع: “قيل لنا، إن واجهتم مشكلة ما أطلقوا النار دون طرح أسئلة”. وهذه الأقوال عن لسان جنود إسرائيليين في حرب غزة تحدث عنها شاوول للمرة الأولى هنا مع سياسيين وموظفين في وزارة الخارجية الألمانية، ومع أعضاء في لجنة حقوق الإنسان البرلمانية في ألمانيا. وكما ذكر فان “هذه هي المرة الأولى أيضا التي قامت منظمتنا بجولة منظمة في أوروبا والولايات المتحدة” مضيفا أنه ورفاقه يعتقدون أن غزة “شكلت مرحلة انعطاف جدية”. وزاد: “من واجبنا الأخلاقي كجنود كانوا هناك إعلام العالم بما فعلناه”. زوهار: ألمانيا تشارك في انتهاكات حقوق الإنسان وبدوره جال ياهاف زوهار، عضو اللجنة الإسرائيلية المناهضة لتدمير منازل الفلسطينيين، في ألمانيا ليحضَّ على دعم حماة حقوق الإنسان الإسرائيليين الذين ينشطون من أجل السلام والعدالة في الشرق الأوسط. وقال زوهار إنه تحدث بدرجة أولى حول وضع حقوق الإنسان في الضفة الغربية وفي غزة، وحول المشاركة الألمانية في الانتهاكات الحاصلة لحقوق الإنسان. وإذ أشار إلى أن القانون الألماني يمنع على سبيل المثال إرسال أسلحة يمكن أن تُستخدم لقمع المدنيين رأى أنه “إذا التزم المسؤولون الألمان بقوانينهم يكون المرء حقق الكثير”. “ثمة خطر على الديمقراطية في ألمانيا” وتحدث الشاب زوهار القادم من القدس حول حقوق الإنسان في المناطق الفلسطينية في 24 مدينة ألمانية قائلا إنه توضح لديه “كم من الصعب على الألمان مناقشة الموضوع من دون مواقف مسبقة”. وأضاف: “أعتقد بوجود خطر على الديمقراطية الألمانية لأن واقع وجود مسألة هنا من غير المسموح التطرق إليها علنا، ووجود قضايا لا علاقة لها بالعنصرية ولا تشكل دعوة إلى العنف ورغم ذلك لا يسمح بمناقشتها أمر يشكِّل في اعتقادي خطرا على الديمقراطية الألمانية”. وتنمو على المستوى الدولي حركة المدافعين عن حقوق الإنسان المطالبة بحل سلمي عادل في الشرق الأوسط والحفاظ على هذه الحقوق. فقط في ألمانيا لا تجد مثل هذه الحركة الدعم، الأمر الذي يعرقل مسعى الاتحاد الأوروبي لتعديل سياسته تجاه إسرائيل والمطالبة باحترام القانون الدولي. “الجيش الإسرائيلي يحترم القانون الدولي” وفي حديث لدويتشه فيله اتقدت أميرة أورون المتحدثة باسم الخارجية الإسرائيلية لجوء ايهودا شاوول إلى الخارج، وقالت “كان عليه أن يقدم ذالك أمام سلطات الجيش الإسرائيلي للتحقيق فيها”. واعتبرت أورون لأن هذه ليست هي المرة الأولى التي توجه فيها تلك الاتهامات إلأى الجيش الإسرائيلي، وذكرت بحالات عوقب فيها جنود خرقوا القانون. وأضافت أورون أن “الجيش الإسرائيلي يحترم القانون الدولي، وأنه يعمل أحيانا في مناطق صعبة كالخليل بين متطرفين من الجانبين الفلسطيني واليهودي”. الكاتبة: بيتينا ماركس/ اسكندر الديك/ح.ز.