بعد 4 أيام من “الحادث” الدبلوماسي بين البلدين، وصل وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إلى انقره، الأحد 17-1-2010، حيث اجتمع مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في لقاء “ودي”، على مدى 3 ساعات ونصف الساعة. ويرافق باراك في زيارته، المدير العام في وزارته عودي شاني والمستشار السياسي عاموس جلعاد. وصباحاً، زار باراك ضريح اتاتورك مؤسس الجمهورية التركية ويجري محادثات بعد الظهر مع وزير الدفاع وجدي غونول. وقالت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان المحادثات ستتناول خصوصا عقود اسلحة كبرى. وتعتبر تركيا، الدولة الاسلامية ذات النظام العلماني، الحليف الاقليمي لاسرائيل منذ توقيع اتفاق تعاون عسكري بينهما العام 1996 اثار استياء بعض الدول العربية وايران. وتناقلت وسائل إعلام تركية عن مصادر وصفتها بالدبلوماسية، أن الرئيس التركي عبد الله غول، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، غير مستعدين للقاء وزير الجيش الإسرائيلي، على خلفية توتر العلاقة بين الجانبين. وبعد اهانة السفير التركي في تل أبيب، هدّد نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون بطرد السفير التركي في إسرائيل إذا واصلت تركيا السماح ببث أعمال فنيّة تُظهر الجيش الإسرائيلي كمجرم حرب. وذكرت وكالة الاناضول للأنباء أن نشطاء أتراكا في مجال حقوق الإنسان طلبوا من مدع عام إصدار مذكرة اعتقال بحق باراك بتهمة الإبادة في حرب غزة، لدى زيارته تركيا اليوم الأحد. والشكوى التي رفعتها جمعية مظلوم-در لحقوق الإنسان، الإسلامية التوجه، تتهم إيهود باراك بالإبادة وارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة في كانون الأول (ديسمبر) 2008 واستمرت ثلاثة أسابيع. وفي حال قبول دعوى الجمعية سيطلب النائب العام إجراء تحقيقات لمعرفة ما إذا كانت توجب توجيه اتهامات، وإلا ردها. ورفضت النيابة من قبل دعاوى مماثلة رفعتها منظمات ضد العديد من المسؤولين الإسرائيليين، من ضمنهم باراك، في شباط (فبراير) الماضي. ودأبت الحكومة التركية المنبثقة من التيار الإسلامي على توجيه انتقادات بشكل شبه يومي لإسرائيل بسبب الوضع الإنساني في غزة ما أدى فتور في العلاقات التي نمت إثر اتفاق تعاون عسكري عام 1996. وتوترت العلاقات، ووصل مستوى الأزمة بين إسرائيل وتركيا خلال الأسبوع الحالي بعد تعمد نائب وزير الخارجية الإسرائيلي إذلال السفير التركي أمام الصحافيين لدى استدعائه للاحتجاج على بث مسلسل تلفزيوني تركي اعتبرته إسرائيل معاديا للسامية.