وقعت في غرام بعض الجزر ذات الأسماء الموسيقية. مثلا جزيرة كابري ومعناها جزر الماعز. وسميت كذلك لأنها كانت وعرة لا يستطيع السير فيها من يرتادها إلا من كانت له سيقان الماعز.. وكذلك جزر الكناريا، والكناريا معناها الكلاب وليس طائر الكناري.. وكانت مهجورة فقد كان لا يعيش فيها إلا الكلاب الضالة.. ولأول مرة أصادف كلمة (سانتوريني)، وهى جزيرة يونانية بركانية، عندما ترجمت مسرحية (أمير الأراضي البور) للأديب السويسري الألماني ماكس فريش من عشرين عاما. وقد ظهرت على المسرح من سنتين. شيء غريب. لقد استدرجني الاسم لأجد نفسي وسط الأساطير الإغريقية. والجزيرة صغيرة وليست في جمال جزر هاواي. وفى سنة 1959 توقفت في هونغ كونغ في طريقي إلى اليابان وهاواي وأميركا تكملة لرحلتي الشهيرة حول العالم والتي استغرقت 228 يوما متصلة. وذهبت إلى أحد الفنادق. واندهشت كيف أن الفندق مليء بالضوضاء والسكارى يقتحمون الباب ويعتذرون بعد سقوطهم على الأرض. وقد كنت مرهقا قادما من الفيلبين ومن أستراليا. وبرغم الضوضاء والسكارى فقد نمت ساعة أو ساعتين. وفى الصباح ذهبت لموظف الاستعلامات أدفع. فقال لي: تدفع ماذا؟ قلت: صحيح أن الفندق ضوضاء وأنا لم أستطع أن أنام. ولكن.. واندهش الرجل الصيني. سألني من أي البلاد أنت؟ فقلت: من مصر، وسألني: أول مرة تجيء إلى هونغ كونغ؟. فقلت: نعم. جزيرة جميلة ولكن الناس لا ينامون ولا يدعون غيرهم ينام. وقال الرجل: إذن أنت جئت إلى هنا عندما وجدت أن اسمه (توت عنخ أمون) قلت: بالضبط.. وضحك وضحك وتمايل على واحد آخر وضحك الثاني والثالث. وقال: هذا ليس فندقا إنه بيت للفرفشة.. ها ها ولم أجرؤ على أن أقول له إنهم سرقوا حقيبتي وبها ملابسي وأوراقي.. وشعرت بالقرف من ملابسي ومن المكان.. إذن فقد أدركتني لعنة الفراعنة حتى لو كنت في هونغ كونغ.. ولم أرفع صوتي وأنا أقول عن نفسي: إنني رجل عبيط!