في لحظة مكاشفة ووقاحة بدون حدود أو رادع أخلاقي تجرأ رئيس الغرفة السفلى للبرلمان الجزائري الذي قام أول أمس الاثنين بزيارة استفزازية لمخيمات العار والهوان التي ترعاها دولته بتندوف بتشبيه المغرب بالمستعمر الفرنسي الذي ا قترح على الجزائر قبل استقلالها يزعم زياري نفس خطة التسوية التي يقدمها المغرب حاليا كحل سياسي لإنهاء النزاع في الصحراء المغربية المسترجعة . رئيس البرلمان الجزائري الذي ما زالت الاتهامات في شأن التزوير الشامل الذي طال عملية تجديد ثلثه قبل أيام لم ينتق كلماته بحكم المنصب الاعتباري الذي يمثله خلال مقامه المشبوه بين انفصاليي لحمادة حيث سمح لنفسه بالتدخل دون خجل في الشؤون الداخلية للمغرب ، و اعترف رسميا بأن قضية الصحراء هي مسألة مقدسة بالجزائر التي تدعي علنا أنها طرف محايد في النزاع . ومضى زياري بعيدا حين أكد أن بناء الاتحاد المغاربي “لن يكون على حساب القضية الصحراوية” بل أن احترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها “يسهم دون شك في إرساء بناء مغرب عربي حر وقوي وآمن يعبر فعلا عن تطلعات شعوب المنطقة إلى الوحدة والاستقرار والتقدم”، و جدد للانفصاليين عزم حكومة دولته على الدفاع عن ” قضيتهم التحررية الوهمية ” في جميع أنحاء ومنابر العالم . ومجددا تناسى المسؤول الجزائري أن بلاده الموقعة على معاهدات ومواثيق اتحاد المغرب العربي ملزمة بموجب نصوص هذه المعاهدة التأسيسية الى عدم الخوض والتدخل في الشؤون الداخلية لبلد جار وعضو في الاتحاد، وملزم أيضا بعدم رعاية ودعم ما من شأنه أن يمس بالوحدة الترابية وسيادة وأمن هذا البلد, فكيف سيكون الحال حين يتعمد ذات المسؤول إقحام كيان وهمي لا حدود و لا تراب له في هياكل الاتحاد المغاربي و لا يتورع بربط مصير حلم 120 مليون مواطن بهذه المؤسسة بقضية حفنة من المرتزقة وشعب لقيط محاصر بالأسلاك والرشاشات. إن التجلي الجديد للاستفزاز الجزائري المتزامن مع ما يشهده المغرب من سعي حثيث لتقوية ديمقراطيته الداخلية و تعزيز مكتسباته ضمن نهج اللامركزية ، و تمكين أقاليمه الجنوبية المسترجعة من أن تستفيد من صدارة توجهه العقلاني و المؤسس نحو تشييد عرى جهويته الموسعة و تحديث هياكل دولته الموحدة والارتقاء بما سجله من صروح التنمية و حققه من مكاسب الديمقراطية، لا يمكن بأي حال أن يثني المغاربة عن التقدم قدما في مسارهم نحو المستقبل غير آبهين بما يلوكه خصوم وحدتهم والمتربصون بمجالات نجاحهم من مؤامرات وخدع. والمغرب الذي يدرك مقاصد النظام الجزائري الحقيقية ومساعيه لتأجيج الأوضاع بالمنطقة ونسف كل جهود السلام و النماء، لن يقف مكتوف الأيدي أمام وقاحة من ينصبون أنفسهم أوصياء على قضية طبخت في دهاليز التآمر و التشكيك والهدم، لأنه في أول المطاف وآخره فقد قدم المغاربة من التضحيات لوحدة وطنهم وسيادة ترابه ما يعجز زياري وأمثاله عن استيعابه فبالأحرى تفهم ما يحمله من صور الثبات والعزم و الارادة.