رد المغربي الدولي عبد السلام بنجلون على كل المشككين في قدراته حينما قاد فريقه هيبرنيان الاسكتلندي إلى فوز مثير على ضيفه سانت ميرين بهدفين لهدف واحد في افتتاح الدوري الاسكتلندي لكرة القدم. وجاء تألق بنجلون بعدما تركه الأهلي المصري بأيام قليلة من إعلان انضمامه للفريق، وذلك لقيد الجزائري أمير سعيود لاعب الوسط الذي كان سببا مباشرا في رحيل بنجلون عن الأهلي. والغريب أن بنجلون قد عاد لفريقه الاسكتلندي بعد أن فسخ الأهلي المصري عقده بدعوى إصابته بالتهاب الكبد، وهو ما رد عليه اللاعب وبقوة في المستطيل الأخضر ليدحض كل الأقاويل التي شككت في قدراته. افتتح الضيوف النتيجة عبر ماكجين في الدقيقة 38 رغم أنهم لعبوا منذ الدقيقة 17 بعشرة لاعبين إثر طرد أحد لاعبيهم، وكان رد أصحاب الأرض سريعا جدا بهدف التعادل بعد دقيقة واحدة عبر ووثرسبون لينتهي الشوط الأول بالتعادل هدف لمثله. وفي الشوط الثاني خطف الدولي المغربي بنجلون هدف الفوز في الدقيقة 83 ليضمن لفريقه أول فوز في الأسبوع الأول من البطولة. ونقلت شبكة “بي بي سي” البريطانية تصريحات لبنجلون قال فيها: “لم أرغب أبدا في الرحيل عن النادي.. أشكر الجماهير التي استقبلتني والتي قامت بتحيتي بقوة بعد الفوز بالمباراة”. والمثير أن بنجلون لم ينضم لفريقه الاسكتلندي سوى الموسم الماضي فقط؛ حيث إن مسألة توقيعه للأهلي ثم فسخ التعاقد من جانب الشياطين حرم اللاعب من الانضمام للفترة التحضيرية مع فريقه الاسكتلندي في الموسم الجديد. وأضاف: “الجميع لا يعرف القصة الحقيقية، حيث نجح شخص ما في سرقة جواز سفري، واحتاج ذلك الأمر من 15 يوما إلى 20 حتى أنجح في الحصول على جواز جديد، والجميع يعرف صعوبة استخراج فيزا من المغرب لدخول المملكة المتحدة”. وبعد ذلك أتيحت لي فرصة اللعب في فريق آخر، لكن ذلك لم يحدث وعدت من جديد إلى هنا. سيرة ذاتية عبد السلام بنجلون هو مهاجم مغربي من مدينة فاس المغربية. بدأ مشواره الكروي في صفوف نادي وداد فاس أحد الأندية الصغيرة في المغرب “درجة ثالثة” قبل أن ينتقل إلى النادي الأكبر “المغرب الفاسي” ليلعب معه ثلاثة مواسم قبل أن يبدأ مشوارا آخر بعيدا عن بلاده، وبالتحديد في نادي هيبرنيان الاسكتلندي. انتقل رسميا إلى نادي هيبرنيان الاسكتلندي في مارس من عام 2006 في صفقة انتقال حر، وكانت بدايته مع ناديه الاسكتلندي مثيرة وسريعة؛ حيث اضطر المدير الفني لفريق هيبرنيان بالدفع بجلون بسبب إصابة مهاجم الفريق الأساسي كريس كيلين، وإيقاف مهاجم الفريق الثاني ديريك ريوردان. وعاد بنجلون في 22 أبريل عام 2006، وبعد البداية المخيبة مع هيبرنيان ليضع بصمته ويقود فريقه للثأر من هارتس في ديربي أدنبره، وأحرز بنجلون في هذه المباراة الهدف الثاني، وهدف الفوز لفريقه في الدقيقة 78 بعد أن كان التعادل 1/1 هو نتيجة اللقاء، إلى أن أحرز بنجلون هدف الفوز لفريقه، وهو الهدف الذي شهد احتفالا أثار الجدل من بنجلون. توهج بنجلون في موسم 2006/2007 مع فريقه الاسكتلندي، وقاده للفوز بكأس اسكتلندا على حساب منافسه كيلمارنوك الذي اكتسحه هيبرنيان بخماسية أحرز منها بنجلون هدفين تصدر بهما قائمة هدافي هيبرنيان في بطولة الكأس برصيد 5 أهداف، بالإضافة إلى تسجيله 6 أهدف مع فريقه الاسكتلندي في بطولة الدوري. وحاول نادي سيلتيك الاسكتلندي الحصول على خدمات اللاعب بشكل رسمي، وعرض مبلغ 5 ملايين يورو لشراء اللاعب، كما تصارعت أندية توتنهام ووسيت بروميش وويستهام للحصول على خدمات اللاعب؛ إلا أن رود بيتري -رئيس نادي هيبرنيان- قطع الطريق على الجميع، وطلب 12 مليون يورو مقابل بيع اللاعب، وهو ما اعتبرته الأندية التي اهتمت بالحصول على بنجلون رقما مبالغا فيه. وجاءت الرياح بما لا تشتهى السفن في الموسم التالي الذي توقع فيه جميع المتابعين أن يشهد بزوغا أكثر للنجم المغربي؛ حيث تعرض اللاعب لسلسلة من الإصابات جعلته يبتعد عن تألقه ليحرز هدفا واحدا فقط في 15 مباراة، ويضطر ناديه الاسكتلندي إلى إعارته لنادي شارلروا البلجيكي لمدة 6 أشهر من يوليو 2008، إلا أن الإصابة أيضا ألقت بظلالها على اللاعب الذي لم يستطع إلا إحراز هدف واحد فقط مع شارلروا في 8 مباريات ليعود اللاعب في يناير الماضي إلى نادي هيبرنيان. نجم الأسود القادم وعلى الصعيد الدولي يعتبر بنجلون لاعبا هاما في صفوف منتخب أسود الأطلسي في مراحلها السنية المختلفة؛ حيث كان اللاعب من نجوم المنتخب الأوليمبي المغربي في كأس العالم بهولندا عام 2005 مع زملائه محسن ياجور، وحسين دابو، كما حظي اللاعب بثقة المدير الفني السابق للمنتخب المغربي الأول روجيه لومير الذي اعتبر اللاعب البديل الأقوى لخلافة مروان الشماخ في صفوف المنتخب المغربي. وأحرز بنجلون 3 أهداف مع المنتخب المغربي الأول في 7 مباريات خاضها اللاعب الشاب مع منتخب بلاده.