أنا المغرب-رويترز: يواجه المزارعون في المغرب ظروفا عصيبة في أعقاب طقس شديد البرودة استمر فترة أطول من المعتاد ومع توقعات بقلة الأمطار. يأتي ذلك في وقت حساس لقطاع الزراعة المغربي لذي يمثل نحو 14 في المئة من اقتصاد المملكة البالغ 100 مليار دولار. وتعكف وزارة الفلاحة والمصايد حاليا على تقييم الأضرار الناجمة عن موجة الطقس البارد، لكن الزراع الذين تلفت محاصليهم يحتاجون إلى مساعدات عاجلة. وكانت الحرارة انخفضت في منطقة الغرب بالمغرب إلى أربع درجات تحت الصفر واستمر ذلك نحو ستة أسابيع. وتلف معظم المحاصيل الزراعية في المنطقة منها 80 في المئة من محصول البطاطس (البطاطا) و50 في المئة من محصول الموز و70 في المئة من محصول الأفوكادو علاوة على إنتاج 14 ألف هكتار من قصب السكر. وزادت توقعات بقلة الأمطار من جسامة المشكلة. وتبلغ التوقعات السنوية للأمطار في منطقة الغرب 500 مليمتر، لكن منطقة ساحل المحيط الأطلسي لم يسقط عليها حتى الآن سوى 220 مليمتر من الأمطار. لم تنج الدفيئات التي تنمو فيها أشجار الموز التي يملكها المزارع محمد جواد الصغير من موجة الطقس البارد الطويلة فتلفت الثمار وجفت الأوراق. وقال الصغير ‘لم نكن ننتظر ولم نعهد هذا الضرر الذي جاءنا هذه السنة ولكن الحمد لله. نطلب من وزارة الفلاحة أن تعطي اعتبارا للفلاح الصغير'. ولكن محصول البطاطس هو الأكثر تضررا في المنطقة. فقد ذكر المكتب المحلي لوزارة الفلاحة أن إنتاج 1400 هكتار من البطاطس تأثر بالطقس البارد لكن الزراع يؤكدون أن الأضرار أوسع نطاقا من ذلك. وقررت الحكومة تعويض زراع البطاطس ببذور جديدة. لكن الزراع المخضرمين ذكروا أنهم لا يعلمون شيئا عن ذلك النوع من البذور ولذا فلن يزرعوها. وقال مزارع يدعى منصور مناصري ‘قالوا لنا إنهم سيعوضوننا بنسبة 50 في المئة. كنا ننتظر أن تكون هذه المساعدة نقدية وليس في صفة بطاطس. هذه البطاطس لا يمكن أن نزرعها كما لا نعرف عليها اي شيء'. وأكد مصطفى الخليفي وزير الاتصال والمتحدث باسم الحكومة مجددا خلال مؤتمر صحافي عقد في الرباط في الآونة الأخيرة التزام الحكومة بمساعدة المزارعين المتضررين. وقال الخليفي للصحافيين ‘هناك عمل مكثف في مستوى وزارة الفلاحة والصيد البحري في هذا المجال خاصة على مستوى منطقة الغرب حيث أن هناك 700 هكتار معنية بهذه النتائج. أما على مستوى القانون المالي (الميزانية) فسيتضمن جزءا من الإجراءات المرتبطة بذلك'. كما أكد أعضاء البرلمان حرصهم على التعاون مع الحكومة في اتخاذ إجراءات عاجلة لمساعدة الزراع. وقال سعيد شباعتو رئيس لجنة القطاعات المنتجة بمجلس النواب ‘أطن أن وزير الفلاحة متفق الآن على أن نعقد لقاء على مستوى مجلس النواب في إطار لجنة القطاعات الإنتاجية لكي نناقش الوضعية الفلاحية الحالية ثم ننظر أو نطبق الإجراءات اللازم اتخاذها ولكن بطريقة استعجالية'. ورغم الدعم الذي تقدمه الحكومة للعديد من السلع الرئيسية مثل الخبز والسكر فمن المتوقع أن تؤدي الأضرار التي لحقت بالإنتاج الزراعي إلى ارتفاع كبير في اسعار الخضر والفاكهة. ويزيد في محنة كثير من المزارعين المتضررين أنهم لا يلجأون للتأمين على محاصيلهم. وقال الخبير الزراعي عبد الكريم نعمان ‘يجب أن يشمل التأمين الفلاحي جميع المزروعات خصوصا الخضروات والقصب السكري وبعض الأشجار المثمرة. كذلك يجب تأطير الفلاحين حول المتقلبات الجوية لكي يستعملوا تقنيات فلاحية خصوصا الرش بالليل وبعض المواد التي تحتوي على هرمونات وحمضيات'. وفي انتظار التعويضات التي تعهدت بها الحكومة يطالب زراع في الغرب بتغيير ممثليهم في التعاونيات والجمعيات المحلية. وقال مزارع يدعى العربي لحمين ‘أولا نطلب من الدولة أن تدعمنا في هذا المشكل العويص لأننا في منطقة منكوبة. ثانيا نطلب التغيير. على المسؤولين في المنطقة أن يرحلوا عنا. أتكلم عن المسؤولين الذين يمثلوننا في جميع الميادين الفلاحية خصوصا في منطقة الغرب وفي جمة دار الكواري. هؤلاء الناس ليست لهم دراية بالآفة. يجب أن يرحلوا ويتركوننا نتحمل مسؤولياتنا ونأخذ قراراتنا في هذا الميدان'. ويتطلع الزراع المتضررون في المعرب إلى إجراءات واقعية من الحكومة لمساعدتهم وتحفيف آثار الكارثة التي حاقت بهم.