لما حدة صراع الأشخاص أو الأفراد على المقاعد البرلمانية في المغرب قوية ؟؟؟؟ لعل الأولى و قبل الإجابة عن هذا السؤال أن نتحدث بعض الشيء عن الحزب ، كمفهوم ، فما المقصود بالحزب السياسي و ما هي أهدافه؟. يرى الكاتب و المفكر و السياسي الايرلندي “إدموند بيرك”، احد رواد الفكر المحافظ الحديث. و صاحب كتاب “تأمّلات حول الثورة في فرنسا ” أن الحزب السياسي هو “مجموعة من الأفراد اتحدت بجهودها الذاتية لترقية المصلحة الوطنية على أساس مبدأ معين متفق عليه بين المجتمع”. ويليام كروس في مؤلفه “الأحزاب السياسية” هو الأخر يرى أن الأحزاب “هي أهم مرتكزات الديمقراطية حيث يمكن بواسطتها اختيار رئيس الوزراء و الوزراء والمناصب السيادية و السلطات التشريعية، وتقرر القضايا المصيرية للبلاد”. باحثين آخرين من بينهم J.S.Coleman اعتبروا الأحزاب السياسية بمثابة اتحادات وجمعيات منظّمة بصفة رسمية ولها هدف واضح ومعلن يتمثل في حصولها، أو احتفاظها بالقيادة أو الإدارة الشرعية على الأشخاص أو السياسة الحكومية لدولة ذات سيادة حالية أو مرتقبة، سواء حصلت على هذه القيادة بمفردها أو عن طريق ائتلافي أو عن طريق المنافسة الانتخابية مع غيرها من الاتحادات أو الجمعيات المماثلة” نرى انه و برغم تعدد هذه المفاهيم و التعريفات التي أعطيت لكلمة “حزب سياسي” فالملاحظ هو هذا الحضور الملموس و المكثف لنقط الالتقاء بين هذه التعريفات و لعل أهم نقطة التقاء تلك التي تؤكد هي أن الحزب السياسي هو تنظيم جماعي و ليس فردي أي انه يضم مجموعة من الافراد يستحيل لديهم منفردين انشاء تنظيم مماثل. نعود للسؤال الأساس و هو لما حدة صراع الأشخاص أو الأفراد على المقاعد البرلمانية في المغرب قوية ؟؟؟؟ نقول إن سؤال المقاعد حين يرتبط بالأحزاب لا يترك نفس الانطباع حين يهم الأشخاص لأنه و كما رأينا من خلال التعريفات السابقة الحزب كتنظيم، يسكنه هم المشاركة في الحكم، فأساس وجوده و كينونته يرتبط بالأساس بممارسة السلطة و بفعل ” الحكم” . أما بالنسبة للشخص آو للفرد فلعل أهمية المقعد البرلماني تبررها ثلاثة تصورات: * تحقيق طموحات شخصية قد تكون ذات طابع اقتصادي أو تجاري بالأساس...و لربما يكون الباعث احيانا مرضي/ نفسي . * البحث عن حماية قانونية وسياسية للشخص و لثروته اللامبررة المصدر في الغالب و استمرارية استغلاله لمورد معين قد يكون في الغالب غير مرخص كمقالع الرمال أو غيرها.... *الرغبة في تقديم الأفضل لجهة او لمدينة أو منطقة معينة بحكم الغيرة و الحب ...و هو نوع من العنترية التي لم تعد حاضرة في أزمنة المؤسسات و التنظيمات.... يبقى السؤال الاساس ، هل يتفاعل الناخب المغربي مع الاحزاب كتنظيمات و كهياكل ام ان المخيال السياسي للمواطن المغربي لا زال يختزل المشهد السياسي في الاشخاص فقط ؟