عاودت الجزائر محاولاتها لقطع الطريق على مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري الذي تتمسك أبوجا بإنجازه بالشراكة مع المغرب. ونشرت صحيفة الشروق مقالا مطولا تهاجم فيه المشروع المغربي النيجيري ، زاعمة ان ابوجا قررت تنفيذه مع الجزائر. ويأتي تحرك الصحافة الجزائرية بعد التقارب الأخير بين المغرب ونيجيريا، والاتفاق على تنفيذ مشاريع مشتركة، بعد المكالمة الهاتفية التي اجراها الملك محمد السادس مع الرئيس النيجيري محمد بوخاري. وذكر بلاغ للديوان الملكي، بهذا الشأن أن الملك محمد السادس والرئيس محمد بوخاري أعربا عن عزمهما مواصلة المشاريع الاستراتيجية بين البلدين وإنجازها في أقرب الآجال، سيما خط الغاز نيجيريا- المغرب وإحداث مصنع لإنتاج الأسمدة في نيجيريا. وتقوم الخارجية الجزائرية بتحركات حثيثة، مؤخرا لبعث الروح في المشروع الجزائري المجمد منذ 2002، بسبب استحالة تنفيذه. ويربط خط أنبوب الغاز لاغوس (نيجيريا) – بالجزائر، ويعبر الصحراء عبر 6 دول افريقية (الجزائر، مالي، النيجر، تونس، نيجيريا، التشاد) بطول (9600) كلم، وهو أطول بكثير خط الغاز المغربي الذي سيكون أقل كلفة بطول يمتد على (5660) كيلومترا بين نيجيريا والمغرب. وسيمر الانبوب بين المغرب ونيجيريا، بكل من بينين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا ليعبر الصحراء المغربية نحو الشمال ومنه إلى الديار الاوربية. وتتخوف الجزائر من المشروع المغربي لعدة اعتبارات، اقتصادية وسياسية، حيث سيكون ضربة للانفصاليين، عند مروره من الصحراء المغربية، كما أنه سيعزز التنافسية الاقتصادية للمغرب ودول غرب القارة. وتزعم الصحيفة الجزائرية أن نيجيريا لن تقبل بمرور الأنبوب من منطقة متنازع عليها في اشارة للصحراء، في حين بينت عملية الكركرات الأخيرة للجيش المغربي كيف تم تأمين المعبر، وإرجاع مقاتلي البوليساريو الى شرق الجدار، وهي رسالة التقطتها عشرات الدول على رأسها الولاياتالمتحدة وافتتحت قنصليات بالصحراء. وتجدر الإشارة إلى ان فشل المضي في المشروع الجزائري راجع بالأساس إلى سببين، الأزمة الداخلية للجارة الشرقية، وكذا إلى تضارب المصالح مع نيجيريا ، إذ لا يعقل أن تنافس دولة نفسها بترويج غاز قادم من دولة أخرى، وتقوم بتصديره للقارة الأوربية. (الأيام 24)