اعتبر الدكتور الصيدلاني عزيز غالي، أن أخطر مرحلة سيعيشها المغرب في مواجهة جائحة كورونا هي التي ستلي انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح. وقال غالي في حديث ل"آشكاين"، إن هناك أربعة هوامل تجعل المرحلة المقبلة هي الأصعب بالنسبة للمغرب، أولها التمثل الذهني للمواطنين بكون المغرب تجاوز مرحلة الخطر بمجرد انطلاق عملية التلقيح، مما سيزيد من تراخي المواطنين وعدم انضباطهم والتزامهم بالتدابير الاحترازية، مبرزا أن الوزارة لم تعمل بالشكل المطلوب على توعية المغاربة بكون المناعة لا تكتسب إلا بعد ست أو سبع أسابيع من تلقي الجرعة الثانية من اللقاح. أما العامل الثاني، يضيف غالي، فيتمثل في دخول السلالة الجديدة لكورونا إلى المغرب، وهي سلالة تنتشر بشكل أكبر من الأولى بنسبة 70 في المائة، ومع التراخي الذي قد يحصل ستزداد نسبة المصابين بها بشكل واسع، خاصة أن الوزارة تتعتم على المعطيات المرتبط بالمصابين بهذا الفيروس. فيما العامل الثالث يتجسد في "اتجاه المغرب نحو التخفيف من الإجراءات الاحترازية"، يقول الحقوقي نفسه، ويضيف وهذا الأمر يحدث في وقت تتجه فيه العديد من دول والعالم لاتخاذ إجراءات أكثر احترازية"، معتبرا أنه "بتخفيف التدابير الوقائية من انتشار كورونا، مع اعتدال الجو وارتفاع درجة الحرار ستزداد حركة المواطنين وتنقلهم، وستزداد معه حصيلة الإصابات"، وهذا هو العامل الرابع الذي سيجعل من المرحلة المقبلة أكثر خطورة، حسب غالي. وأرجع المتحدث سبب هذا الأمر إلى ما سماه ب"سوء التدبير"، معتبرا أنه "مطلوب هنا من اللجنة العلمية التنبيه لهاذ الأمر خاصة أن دول مثل السويد لجأت إلى الحجر مؤخرا وهي التي لم تلجأ إليه من قبل بشكل نهائي". ويرى غالي أن "السلاح الوحيد للحكومة لخفض الإصابات هو عدم إجراء التحاليل لتبيان ان الحصيلة في تراجع، وهي عكس الحقيقة تمام، وإن أرادوا اخبار المواطنين بحقيقة الوضع فليرفعوا عدد التحاليل أو ليعودوا على الأقل للعدد الذي كان يجرى في شهر غشت وسيرون ان الحصيلة أكبر بكثير مما يعتقدون".