حلّ قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية، الفريق محمد ولد مكت، بالجزائر في زيارة عمل تستمر ثلاثة أيام انطلقت منذ أمس الثلاثاء، وذلك بعد أيام قليلة من انعقاد القمة عالسكرية الموريتانية المغربية، في 21 من دجنبر المنصرم. وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، عبر بوابتها الرسمية، أن محمد ولد مكت والوفد المرافق له زاروا، أمس الثلاثاء، مؤسسة تطوير صناعة السيارات بتيارت، وتابعوا عرضا قدمه مدير المؤسسة "حول نشاطات الشركة، ودورها المحوري في تطوير الصناعات العسكرية، وكذا مساهمتها في ترقية النسيج الصناعي الوطني". وأفادت وسائل إعلام موريتانية أن قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية محمد ولد مكت، أجرى، اليوم الأربعاء 6 يناير الجاري، "مباحثات مع رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة". وحسب جريدة "صحراء ميديا" الموريتانية، فقد "استعرض الطرفان التعاون العسكري بين البلدين، كما تبادلا التحاليل ووجهات النظر حول القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك". زيارة تتزامن مع عودة رموز الفساد الجزائري وتبرئتهم وتأتي هذه الزيارة العسكرية للوفد الموريتاني بعد تطورات عرفتها المنطقة خاصة في الداخل الجزائري، الذي عرف عودة الجنرال الأكثر دموية خالد نزار، وتبرئة رموز الفساد الجزائري وعلى رأسهم سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري المخلوع، وهو ما اعتبره الخبير والمحلل السياسي عبد الفتاح الفاتحي، "تأكيد على أن على أن النظام العسكري مازال متماسكا ومؤسسا بتراتبية هيكلية مستمرة، سواء في أداء الحكم أو في خارجه، وأنه اليوم سيُبعَثُ من جديد لمواصلة الحكم لما بعد عبد العزيز بوتفليقة على الاتجاه الذي تركه". إذ شدد الفاتحي، في حوار سابق مع "آشكاين"، على أن "هناك مؤشرات جديدة على أن النظام الجزائري الذي بقي ماسكا بالحكم، خاصة رجالات القايد صالح، لا زالوا يأتمرون بما سمي "رموز الفساد" أو عصابة الفساد، وأن الأمر كان يتعلق بانحناءة أمام العاصفة وأنه آن الأوان لعودتهم إلى الجزائر بل ومنحهم صك الاعتراف بمصداقيتهم وصدقيتهم وببراءتهم كما يحصل الآن". القمة العسكرية المغربية الموريتانية بداية صفحة جديدة في ما يرى الخبير والمحلل العسكري محمد شقير، أن القمة العسكرية الموريتانية المغربية، دجنبر الماضي، "لها دلالة سياسية أخرى، فالتعاون العسكري بين الدولتين مسألة عادية وروتينية، ولكن في هذه الظرفية السياسية، وبعد هذا التحرك الذي كان في المنطقة، سواء في ما يتعلق بالتحرك في الكركارات أو الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء"، مؤكدا على أن "المسالة ستأخذ بعدا سياسيا آخر، خاصة في ما يتعلق بالتنافس بين المغرب والجزائر". وأورد شقير، في تصريح سابق ل"آشكاين"، أن "هذه القمة يمكن أن تعطي مؤشرا على أن النظام الموريتاني يريد فتح صفحة جديدة مع المغرب، خاصة وأنه يرى أن مصالح موريتانيا هي بالأساس مع المغرب، سواء أكانت هذه المصالح اقتصادية أو سياسية أو حتى عسكرية"، مضيفا أنه "لا يجب أن ننسى أن المغرب وموريتانيا يتواجدان في منطقة تعج بالتطرف وبالحركات الإرهابية والمتطرفة، ومن المفروض في هتين الدولتين أن تنسقا في ما بينهما في عمليات احتواء أو محاصرة التحركات في منطقة الساحل والصحراء". وكانت القمة العسكرية الموريتانية المغربية جمعت، يوم الإثنين 21 دجنبر 2020، كلا من الجنرال دوكوردارمي عبد الفتاح الوراق المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، وقائد أركان الجيش الموريتاني الفريق محمد ولد مكت، في زيارة رسمية من الوفد العسكري المغربي للجمهورية الإسلامية الموريتانية والتي دامت ثلاثة أيام.