تضع بريطانيا، عبر برنامج حكومي شامل، نصب أعينها مدينة الداخلة لتكون مصدر أمنها الطاقي مستقبلا، للتخلص من مصادر الطاقة الأحفورية التقليدية التي يمنعها الاتحاد الأوروبي، وهي بهذا تتقاطع مع مشروع أمريكي ضخم يبتغي إنشاء مزارع لتوليد الطاقة الريحية على مساحة تتجاوز 11 ألف هكتار، في المدينة ذاتها التي أصبحت تحتضن ليس فقط قنصليات بعض الدول بل مشاريعها الاستثمارية. وتقر الشركة عبر موقعها الرسمي بأن فكرة مشروعها الضخم ليست جديدة، بل فكرت فيها مليا منذ 2003، خصوصا مع القوانين الجديدة لمفوضية الاتحاد الأوروبي بخصوص الطاقة الاحفورية المتسببة في تلوث الهواء بغاز ثاني أكسيد الكربون. وهو ما جعل عددا من الدول تبحث عن مصادر جديدة، على غرار اسبانيا التي رفعت وارداتها من المغرب. وفتحت بريطانيا المجال لاستثمار 18 مليار جنيه إسترليني، من أجل إحداث حقول للطاقتين الشمسية والريحية على مدار السنة، إذ كشفت الشركة أن المشروع الذي أطلق عليه اسم xlinks يأمل في أن ينجح في ما استعصى على عدد من الدول والشركات التي ترغب في شحن الطاقة المتجددة الصحراوية الواقعة شمال البحر الأبيض المتوسط. وذلك تركيب 10 جيجاوات من الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح جنبًا إلى جنب مع 25 جيجاوات / ساعة من تخزين البطاريات بالقرب من طانطان ثم توصيل إنتاج الكهرباء على طول الطريق إلى بريطانيا. بداية الحلم الحلم البريطاني بدأ منذ عام 2003 حين سعت منظمة تسمى تعاون الطاقة المتجددة عبر البحر الأبيض المتوسط إلى إنتاج طاقة متجددة في الصحراء لتصديرها إلى الأسواق الأوروبية. وقد تم تنفيذ هذه الخطة من قبل مؤسسة desertec غير الربحية ومبادرة dii الصناعية في عام 2009، وقد استطاعتا جلب اهتمام كبرى الشركات، ك first solar. وقد تم تخصيص 400 مليار يورو على 100 جيجاوات من طاقة التوليد، قبل أن يتوقف المشروع، لأسباب لم تذكرها الشركة. وفي عام 2016 تجددت الرغبة في تحقيق الحلم بعدما أدى ارتفاع تكلفة الطاقة النووية الجديدة في المملكة المتحدة إلى قيام مطور الطاقة المتجددة نور إنرجي باقتراح الاستثمار في طاقة الطاقة الشمسية المركزة في الصحراء. وكان من المفترض أن يبدأ مشروع tunur التابع للشركة في توصيل الطاقة إلى المملكة المتحدة. والآن تراهن بريطانيا على مشروع xlinks الذي له نفس أهداف nur energie، لتسخير الطاقة المتجددة الهائلة لشمال إفريقيا للمملكة المتحدة بدلا من أوروبا، معتمدة على توصيل الكهرباء بحوالي 15 دولارا لكل ميغاواط / ساعة في شمال إفريقيا، كما تخطط xlinks لتشغيل 3.6 جيجاوات من قدرة الكابلات البحرية من الساحل الأفريقي إلى المملكة المتحد عبر الجرف القاري حول البرتغال وإسبانيا وفرنسا. وهذا سيجعل إقليم وادي الذهب بالصحراء المغربية أحد أهم مراكز الاستثمار في الطاقات المتجددة عبر العالم.، بما سينعكس على المنطقة سياسيا واقتصاديا.