في ظل تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر بسبب نزاع الصحراء، روجت وسائل إعلام جزائرية، بناء على مصادر في وزارة الدفاع، خبر توقيع صفقة عسكرية لشراء ما يقرب 14 مقاتلة من نوع Su-57 من روسيا بقيمة تقارب ملياري دولار. ومنذ إعلان موسكو تطوير مقاتلة سوخوي 57 "الشبح" ودخولها مرحلة الاقتناء ومصادر جزائرية تروج أن الجزائر ستكون أول زبون أجنبي للطائرات الجديدة بعد أن دخلت الإنتاج في يوليوز 2019؛ فيما لم تتحدث شركة "سوخوي" عن أي صفقة رسمية مع الجزائر عكس ما يتم تداوله بين الفينة والأخرى في المواقع الجزائرية التي أعلنت أمس السبت أن الصفقة جرى توقيعها بشكل رسمي. وذكرت مواقع متخصصة في الشؤون العسكرية أنه رغم أن Su-57 هي الأكثر كلفة بسعر يقدر ب 125 مليون دولار للمقاتلة الواحدة، إلا أن شراء الجزائر لهذه المقاتلات يمكن أن يقلل من التكاليف الإجمالية للقوات الجوية الجزائرية، وذلك بسبب التكلفة التشغيلية الأقل بكثير لمقاتلات سوخوي 57 مقارنة مع طائرة Mig-25 القديمة. واعتبرت مصادر متخصصة في الشؤون العسكرية أن ما تروجه الجزائر في هذه المرحلة مجرد أكاذيب لا غير، مشيرة إلى أن إبرام صفقة من هذا النوع يجب أن يجد صداه بشكل قوي في الصحافة الروسية، وخصوصا وكالة الصادرات العسكرية الروسية. ويرى عبد الحميد حارفي، الباحث في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، في تصريح لهسبريس، أن صفقة من هذا النوع لا يمكن أن تتم دون وجود عشرات المقالات الروسية حول الموضوع، خاصة مع التأخر الكبير الذي عرفه برنامج التطوير وتراجع دول كبرى عن شراء هذه الطائرة، مثل الهند التي كانت شريكا في البرنامج وارتأت أن تقوم ببرنامج تطوير وطني لطائرة من الجيل الخامس، بسبب تأخر البرنامج الروسي وعدم اقتناعها بالنتائج المرجوة. "أعتقد أنه على النظام الجزائري استثمار مبالغ عقد مماثل في تطوير وسائل إنتاج لاسوناتراك، فذلك سيكون أكثر إفادة للجزائر والجزائريين عوض تكديس أسلحة قد لا يجدون حتى المال لتشغيلها إذا واصلت احتياطاتهم من النقد الأجنبي التراجع مع فقدانهم أسواقا تقليدية لمنتجاتهم البترولية، بسبب المنافسة الأمريكية والروسية"، يضيف المصدر نفسه. وأشار الخبير في الشؤون العسكرية إلى أن القوات الملكية الجوية المغربية ستحصل قريباً على طائرات "إف 16" بخاصيات لطائرات من الجيل الخامس، سواء على مستوى أجهزة الرصد أو البصمة الرادارية، مردفا بأن المملكة "ستكون سباقة إلى ذلك بالقارة كلها". ويتوقع خبراء أن ترتفع وتيرة سباق التسلح بين المغرب والجزائر في المراحل المقبلة بفعل عودة التوتر والتصعيد العسكري الميداني في الصحراء المغربية، إذ إن إدخال طائرات من الجيل الخامس إلى المنطقة من قبيل سوخوي 57 سيدفع المغرب إلى اتخاذ خطوة مماثلة أو أكثر للحفاظ على التوازن الإقليمي بالمنطقة. ويتيح الاتفاق العسكري التاريخي الموقع قبل أسابيع بين الرباط وواشنطن إمكانية حصول المغرب على الطائرة الأمريكية الشبح من طراز "إف-35" من الجيل الخامس وفق ما ذكرته مصادر غير رسمية، وهو ما يثير قلق الجزائر لأن حيازة المملكة هذا النوع من المقاتلات يجعلها أكبر قوة عسكرية في القارة الإفريقية.