قال الملك محمد السادس في خطاب وجهه إلى الشعب المغربي، الأربعاء، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء إنه ومنذ ذلك الوقت الذي استرجع فيه المغرب أقاليمه الجنوبية تغيرت خريطة المملكة؛ ولم نستوعب بأن الرباط صارت في أقصى الشمال، وأكادير هي الوسط الحقيقي للبلاد. “المسافة بين أكاديروطنجة، هي تقريبا نفس المسافة، التي تفصلها عن الأقاليم الصحراوية”، يقول الملك، ويضيف: “ليس من المعقول أن تكون جهة سوس ماسة في وسط المغرب، وبعض البنيات التحتية الأساسية، تتوقف في مراكش، رغم ما تتوفر عليه المنطقة من طاقات وإمكانات”. ودعا الملك محمد السادس “للتفكير، بكل جدية، في ربط مراكشوأكادير بخط السكة الحديدية؛ في انتظار توسيعه إلى باقي الجهات الجنوبية، ودعم شبكة الطرق، التي نعمل على تعزيزها بالطريق السريع، بين أكادير والداخلة”. وأكد على أن هذا الخط سيساهم في فك العزلة عن هذه المناطق، وفي النهوض بالتنمية، وتحريك الاقتصاد، لاسيما في مجال نقل الأشخاص والبضائع، ودعم التصدير والسياحة، وغيرها من الأنشطة الاقتصادية، كما سيشكل رافعة لخلق العديد من فرص الشغل، ليس فقط في جهة سوس، وإنما أيضا في جميع المناطق المجاورة، حسب نص الخطاب الملكي. وشدد الملك في خطابه على أن جهة سوس – ماسة يجب أن تكون مركزا اقتصاديا، يربط شمال المغرب بجنوبه، من طنجة شمالا، ووجدة شرقا، إلى الأقاليم الصحراوية، وذلك في إطار الجهوية المتقدمة، والتوزيع العادل للثروات بين جميع الجهات. وزاد قائلا: “المغرب الذي نريده، يجب أن يقوم على جهات منسجمة ومتكاملة، تستفيد على قدم المساواة، من البنيات التحتية، ومن المشاريع الكبرى، التي ينبغي أن تعود بالخير على كل الجهات”. وأضاف أن “التنمية الجهوية يجب أن ترتكز على التعاون والتكامل بين الجهات، وأن تتوفر كل جهة على منطقة كبرى للأنشطة الاقتصادية، حسب مؤهلاتها وخصوصياتها”.