أفادت مصادر مطلعة «الأخبار» بأن قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بطنجة قرر، مساء أول أمس الثلاثاء، إيداع مسؤول دركي برتبة أجودان السجن ومتابعة دركي آخر في حالة سراح، وذلك على خلفية تورطهما في قضية تزوير وتبديد المحجوز والمشاركة. مصادر «الأخبار» أكدت أن الأجودان المعتقل، الذي يشغل مهمة رئيس المركز الترابي للدرك الملكي بمدينة القصر الكبير التابع لسرية الدرك بالعرائش، يواجه تهمة التزوير وتبديد المحجوز بعد سرقة ثلاثة هواتف نقالة سلمت له من طرف رجال الأمن الوطني بالقصر الكبير، تم حجزها خلال إيقاف بارون كبير مبحوث عنه على الصعيد الوطني، وتحديدا من طرف أجهزة الدرك الملكي بالقنيطرة. وحسب معطيات حصرية حصلت عليها «الأخبار»، فقد فوجئت مصالح الدرك الملكي بالقنيطرة، عند تسلمها البارون من عناصر مركز القصر الكبير، بغياب الإشارة إلى الهواتف النقالة المحجوزة ضمن محاضر التسليم، ما وضع المسؤول الدركي محط شبهة خطيرة بسرقة المحجوز، ليضطر إلى إحضار الهواتف التي تبين أنها مزورة وغير مطابقة لنوعية الهواتف الموثقة في المحضر الأصلي بسجل الأمن الوطني بالقصر الكبير، مما أسقط الأجودان في جريمة تزوير واضحة وتبديد للمحجوز بمساعدة دركي شاب يشتغل تحت إمرته. مصادر الجريدة أكدت أن المتهم اعتقل قبل يومين وباشرت الفرقة الوطنية للدرك الملكي البحث معه تحت إشراف النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بطنجة، قبل عرضه على الوكيل العام الذي التمس من قاضي التحقيق متابعته في وضعية اعتقال. وأكدت المصادر أن الجنرال دوكوردارمي حرمو تابع الملف وأعطى أوامره الصارمة لفتح تحقيق قضائي وبحث إداري بالمركز الترابي للدرك الملكي بالقصر الكبير، من أجل الإحاطة بكل الملابسات المرتبطة بهذه الجريمة، تزامنا مع البحث القضائي الجاري. وقد قدم الأجودان رفقة دركي آخر يعمل بنفس المركز حيث تم اعتقال الأول اليوم ومتابعة الثاني في وضعية سراح. كما أكدت مصادر جد مطلعة أن احتمالا فرض نفسه بشكل كبير خلال مجريات البحث يتعلق بإمكانية حصول اتفاق مسبق بين البارون والأجودان حول إخفاء الهواتف الأصلية المملوكة للمتهم الأول المبحوث عنه، حتى لا تعتمد عليها فرق البحث في التحري، وتفاديا لتفجير فضائح بالجملة مرتبطة بالملف وأنشطة البارون طيلة فترة فراره، قد تكشف الأشخاص والموظفين والبارونات الذين كانوا يتخابرون ويتعاملون معه بالمنطقة، فضلا عن إمكانية كشف امتدادات الشبكة التي كان يتزعمها البارون بالشمال ومنطقة الغرب. وذكرت مصادر الجريدة أن الأجودان تورط في هذه الجريمة بكثير من الغباء، عندما تطاول على المحجوز من الهواتف النقالة، رغم أنه تسلمها بمحاضر رسمية تثبت نوعيتها وملكيتها.