قال خبراء إن الصين ستؤيد روسيا دبلوماسيا، وربما اقتصاديا، إذا غزت أوكرانيا، وهو أمر من شأنه أن يزيد تدهور علاقات بكين المتصدعة بالفعل مع الغرب، لكنها لن تقدم دعما عسكريا لموسكو. وأكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، يوم الجمعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قرر غزو أوكرانيا خلال أيام. لكن روسيا تنفي هذا الأمر. وكررت وزارة الخارجية الصينية اتهامها للولايات المتحدة "بنشر معلومات كاذبة" وإثارة التوترات، وحثتها على احترام المطالب الأمنية التي تقدمت بها روسيا والاستجابة لها. وتعبيرا عن التضامن، زار بوتن بكين لحضور حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في الرابع من فبراير، وأعلن مع نظيره الصيني شي جين بينغ عن شراكة استراتيجية متزايدة "بلا حدود". وقالت وسائل الإعلام الرسمية الصينية إن البلدين يقفان "جنبا إلى جنب من أجل إقرار العدل في العالم". وسيكون من شأن غزو روسي لأوكرانيا اختبار لمواقف الصين، خاصة في ضوء مبدأ عدم التدخل الذي ما فتئت الصين تردده كأحد مبادئ سياستها الخارجية. ويقول الخبراء المطلعون على التفكير الصيني إن من المؤكد تقريبا أن الصين لن تكون راغبة في التورط عسكريا. أقوال أم أفعال؟ وقال شي يين هونغ، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "رين مين"، إنه رغم انتقال الصينوروسيا إلى ما هو أبعد من "زواج المصلحة" أي إلى ما يقترب من تحالف، فإن العلاقات بين الجارين العملاقين بعيدة عن تحالف رسمي يلزم إحدى الدولتين بإرسال قوات إلى الدولة الأخرى عندما تواجه تهديدات. ودعت الصين باستمرار إلى حل الأزمة الأوكرانية بشكل سلمي عن طريق الحوار. وقال لي مينغ جيانغ، الأستاذ في كلية "راجاراتنام" الأميركية للدراسات الدولية في سنغافورة "تماما كما أن الصين لا تنتظر من روسيا مساعدتها عسكريا في حالة الحرب بسبب تايوان، فإن روسيا لا تنتظر من الصين أن تساعدها عسكريا في أزمة أوكرانيا". عوضا عن ذلك، ستُظهر الصين أنها صديق يعول عليه فلا تنضم إلى الإدانة الدولية لروسيا إذا غزت أوكرانيا. وكانت الصين الدولة الوحيدة التي صوتت بلا إلى جانب روسيا، في الشهر الماضي، في محاولة فاشلة لمنع مجلس الأمن الدولي من الاجتماع بطلب من الولاياتالمتحدة لمناقشة الحشود العسكرية الروسية قرب حدود أوكرانيا.