في مشهد استثنائي، خرج، صباح اليوم الخميس، المئات من سكان جماعة تمنارت، التابعة ترابيا لإقليم طاطا، في اعتصام احتجاجي أمام مقر الجماعة في شكل احتجاجي على التهميش، الذي يطالهم. وفي تصريح ل"اليوم24″، قال الحسين حداري، الناشط المدني في المنطقة، إن احتجاجات اليوم تعتبر استثنائية، بالنظر إلى عدد المحتجين، الذين حجوا إليها من 16 مدشرا، رافعين مطالب مرتبطة بتحقيق العدالة الاجتماعية، والكرامة للمواطنين. واشتكى المحتجون من تردي خدمات التعليم في المنطقة، التي تعرف مدارسها غيابات متكررة للأساتذة، وتستنزف تكاليف النقل المدرسي جيوبهم، إذ طالبوا يتحويل تسعيرتها إلى سعر رمزي، تشجيعا لفقراء المنطقة على تمدرس أبنائهم. المحتجون، الذين خرجوا بالمئات، اليوم، اشتكوا، أيضا، من استمرار تدريس أبنائهم في أقسام الصفيح، حتى بعدما أثبتت الدراسات أن المواد المستعملة في بنائها، تشكل ضررا على صحتهم، قد يتسبب في إصابتهم بالسرطان. كما أبدى المحتجون تذمرهم من افتقاد منطقتهم لأبسط التجهيزات، والمرافق الاجتماعية، على الرغم من زخرها بثروات طبيعية، منها منجم الذهب، واتهموا الجهة بالاستفادة منه، دون استثمار جزء من العائدات في تنمية مرافق الجماعة "المنكوبة". ومن بين أكثر المعطيات الصادمة، التي كشفتها احتجاجات أهالي تمنارت، اليوم، افتقار المنطقة إلى طبيب قار، منذ أزيد من عشر سنوات، على الرغم من أنها من بين أكثر المناطق تسجيلا لحالات التسمم عن طريق لدغات العقارب، والتعابين، ما يزهق أرواح أبنائها، بسبب صعوبة الوصول إلى مستشفيات، نظرا إلى عدم وجود طرق معبدة، أو سيارات إسعاف لنقل المصابين على عجل إليها. يذكر أن الاحتجاجات، التي بدأت، منذ فيضانات العام الماضي، في المنطقة، والتي خرجت، اليوم، بأكبر عدد من المحتجين، عرفت تدخل كل من رئيس الدائرة، وممثل عن الوكالة الحضرية، وآخر عن مصلحة التعمير في طاطا، والدرك الملكي لتمنارت، لفتح حوار مع المحتجين، واحتواء الأزمة.