لأول مرة منذ سقوط أول قتيل لحراك الريف، عماد العتابي، الذي ووري جثمانه الثرى في الحسيمة خلال شهر غشت الماضي، خرج المحامي عبد الصادق البوشتاوي، ليكشف عن مصير التحقيق في مقتل العتابي، ومصير الشاهد الوحيد في قضيته. وقال البوشتاوي، في بث مباشر له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مساء أمس الأحد، إن الدفاع تقدم بشكاية لوكيل الملك بالحسيمة، لاستخراج جثة العتابي، لفتح تحقيق واستخراج الجثة وتشريحها، بناء على طلب أسرة القتيل، وأخيه، محمد العتابي، غير أن هذا الطلب لا زال يراوح مكانه، دون أن يتلقى الدفاع العائلة أي رد يوضح مصيره. وكشف البوشتاوي، ولأول مرة، عن مصير الشاهد الوحيد في حادث مقتل العتابي، قال إن اسمه عبد الحق الفحصي، كان قد تواصل معه ومع عائلة العتابي عبر الهاتف أواخر شهر غشت، وأكد أنه شاهد عيان على ما وقع للقتيل، إلا أنه اعتقل في اليوم الموالي لهذه الاتصالات. ويقول المحامي البوشتاوي، أن اعتقال هذا الشاهد الوحيد في القضية، جاء نتيجة التصنت على الاتصالات التي أجراها معه ومع عائلة العتابي، ليتم اعتقاله من مدينة بو طيب، حيث تمت متابعته بمجموعة من التهم الجنائية، رغم أنه أكد في تصريحاته أمام قاضي التحقيق والغرفة الجنائية أمام الاستئناف أنه كان هدفه هو قول الحقيقة، وأداء الشهادة، وأدين يوم 21 نونبر 2017 بعقوبة حبسية نافذة مدتها 12 سنة. وخرج البوشتاوي، ليلة أمس الأحد، في بث مباشر مطول، قال إنه يندرج ضمن حقوق دفاع معتقلي حراك الريف في التواصل مع الرأي العام. وفي نفس الخرجة الإعلامية، عاب البوشتاوي على السلطات فتح تحقيقات، تعلن في البداية أنها "ستذهب إلى أبعد مدى"، لكن في الأخير، لا تخرج بنتائج، مذكرا بالتحقيق في مقتل محسن فكري، موقد شرارة الحراك، قائلا "كنا ننتظر مساءلة المسؤولين عن القطاع وعلى رأسهم أخنوش"، لكن دون جدوى. يشار إلى أن عماد العتابي، الناشط في حراك الريف، الذي كان يرقد في المستشفى العسكري في حالة غيبوبة، بعدما أصيب على مستوى الرأس في تدخل أمني لتفريق مسيرة الحسيمة يوم 20 يوليوز الماضي، وأعلن رسميا عن وفاته في 8غشت 2017، في المستشفى العسكري بالرباط، ليشيع إلى مثواه الأخير في جنازة حاشدة في الحسيمة.