يومان فقط، بعد فاجعة الصويرة التي أسقطت 15 ضحية في حادث التدافع الذي عرفه السوق الأسبوعي، سيدي بولعلام، خلال توزيع مساعدات غذائية، أصدر المركز المغربي لحقوق الإنسان، تقريرا مفصلا يكشف بعضا من أسباب الفاجعة المؤلمة. التقرير الذي جرى إنجازه بناء على تحريات أنجزتها لجنة تحقيق فورية، تحدث عن الفوضى التي شابت عملية توزيع المساعدات، وسلوكيات عنيفة، مورست من طرف بعض النساء مما أدى إلى وقوع الفاجعة. وقال عبد الإله الحضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، في تصريحه ل"اليوم 24″ إن التقرير الذي أنجزته لجنة في كل من الصويرة والنواحي، ومراكش، وآسفي، وشيشاوة، كشف أن الحادث نتج عنه صراع، واشتباكات بين النسوة خارج إقليم سيدي بولعلام، وأخريات من داخل الإقليم، واللواتي دأبن الحصول على المساعدة الغذائية التي توزعها جمعية "أغيسي" لحفظ القرآن الكريم، والأعمال الاجتماعية، برئاسة الإمام عبد الكبير الحديدي، وذلك حسب التحريات التي أنجزها المركز من عين المكان. وأضاف المتحدث ذاته أنه بعد أن شاع خبر الإعانة حجت إلى السوق الأسبوعي وفود غفيرة من النساء، ليس فقط من إقليمالصويرة، الذي دأبت الجمعية على استهدافه، كتمنار، وتافتاشت، والحد درى، والحنشان، ومدينة الصويرة، بل قدمت نساء من أقاليم مجاورة، كآسفي وشيشاوة، ليصل عدد الوافدين على سوق سيدي بو العلام، منذ الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، عدد يفوق 3500، علما أن رصيد المساعدات التي كان من المزمع أن تستفيد منها الأسر المعوزة، لا يتعدى 2500 حصة. وقال الحضري بناء على التقرير الذي أصدره المركز المغربي لحقوق الإنسان، أن الفاجعة حصلت نتيجة تدافع مشين بين المئات من النسوة الذين حجوا إلى مقر الجمعية، ولم تستطع السلطات، ولا حتى أعضاء الجمعية المشرفة على العملية، من التحكم في هذا العدد الكبير من الناس، مما دفع النسوة إلى سلوكيات عنيفة. ومن المعطيات المفاجئة التي وصل إليها التقرير أن النسوة استعملن إبرا لغرزها في أجسام بعضهن البعض، بغية إفساح الطريق لهن لبلوغ باب مقر منح المساعدات، بالإضافة إلى السب والشتم بين النساء، وتشابك بعضهن بالأيادي. وصدرت أصوات النجدة والصراخ قبل وقوع الحادثة، مما خلق هلعا في أوساط النساء، تسبب في تدافعهن بشكل عنيف وهستيري، مما نجم عنه دهس بعض النساء اللواتي تعرضن للاختناق والرفس بالأرجل، الشيء الذي تسبب في وفاة بعضهن. من جهته، كشف تقرير المركز أنه كان على ممثلي السلطات العمومية، تأجيل مثل هذه العمليات بعد توافد عدد كبير من طالبي المعونة إلى وقت آخر مناسب، وتوقيف العملية، ومنع تسليم المساعدات لأي شخص، وإرجائها إلى تاريخ آخر، بعد إعادة ترتيب العملية وتنظيمها، أو إشراف السلطات العمومية على العملية برمتها. وكشف التقرير عن أسماء ضحايا الحادث المآساوي وهن : "لكبيرة الصابري، 80 سنة، وبوداح مسعودة، 79 سنة، 7 أبناء، وباتول الطاهري، 69 سنة، وحبيبة شنبولة، 68 سنة، بدون أبناء، خديجة لكدومات، 60 سنة، 5 أبناء، زهرة بونظار، 63 سنة، 6 أبناء، خديجة الخلوة، 57 سنة، 4 أبناء، حبيبة الخضيرة، 57 سنة، بدون أبناء، خدوج باكر، 54 سنة، 8 أبناء، كبيرة فاضلي، 53 سنة، 4 أبناء، زهرة أنجار، 45 سنة، ربيعة مبشور، 43 سنة، 3 أبناء، ربيعة بنحمو، 39 سنة، 3 أبناء، بهيجى منتصر، 35 سنة، عازبة، سعدية كحلة، 32 سنة، 4 أبناء".