توفي ، اليوم الجمعة بالقسم الخاص بالسجناء بمستشفى مدينة بارما الإيطالية، "توتو رينا"، أحد أخطر عناصر المافيا وأكثرهم دموية. ازداد "سالفاتوري توتو رينا"، المعروف أيضاً بلقب "توتو أوكورتو"، أي توتو القصير لأن قامته لا تتجاوز متر و 60 سنتميتراً، بجزيرة صقلية معقل المافيا الإيطالية بتاريخ 16 نونبر 1930، دخل أول مرة السجن في سن 18 سنة، وذلك بعد تدشينه مسيرته الدموية بتنفيذ جريمة قتل بعد إجهازه على أحد معارفه إثر مشادة بسيطة، وحكم عليه بالسجن 12 سنة. فقد توتو والديه في فترة مبكرة من عمره حين كانا يحاولان استخراج بعض محتويات أحد القنابل التي عثرا عليها والتي لم تنفجر، وكان لذلك تأثير كبير على شخصيته، التي زادت دموية بعد تقربه من أحد رؤساء المافيا حينها ويدعى "لوتشانو لودجو"، حتى كسب ثقته وأصبح نائبه الأول، وعند القبض عليه حل محله كزعيم ل "كوزا نوسترا". وقاد رينا عصابة "كوزا نوسترا" في فترة ازدهارها الاقتصادي، عندما كانت تهرب مخدر الهيروين إلى أمريكا الشمالية، وتتحكم في المشهد السياسي في باليرمو وروما "توتو القصير" كان بمثابة بيلدوزر يدهس كل من يقف في طريقه ببرودة أعصاب كبيرة، وبدون رحمة، وقد توبع بقتل أكثر من 100 شخص بينهم أعداؤه من عناصر المافيا و سياسيون وقضاة وغيرهم، وحوكم بالسجن المؤبد 26 مرة. وفي سنة 1992 اتهم رينا بوقوفه وراء جريمة هزت إيطاليا والعالم وذلك بعد مقتل أشهر قاضيان إيطاليان مناهضان للمافيا وهما جوفاني فالكوني وباولو بورسيليني. بعد فراره وعيشه متخفياً لأزيد من 24 سنة ألقت قوات الكربينييري القبض عليه سنة 1993، ومنذ ذلك الحين ظل يتنقل بين عدة سجون تحت حراسة أمنية جد مشددة حتى وافته المنية اليوم، وقد حمل معه أسرار العمليات الدامية التي نفذها، لأنه شخص كتوم، لم يكن يتحدث حتى في جلسات محاكمته.