خلق إعلان عدد من قادة جبهة البوليساريو الانفصالية ميلاد "المبادرة الصحراوية من أجل التغيير"، حالة استنفار داخل الجبهة، مخرجة بذلك خلافاتها الداخلية، التي تتخبط فيها منذ مدة، إلى العلن. وتم الإعلان، في مخيمات تندوف عن ميلاد "المبادرة الصحراوية من أجل التغيير". ويوجد وزراء سابقون في الجبهة ضمن تركيبة المبادرة، التي تمثل إطارا جديدا يوحد الرافضين لسياسة ابراهيم غالي، الذي تقلد زعامة الجبهة الانفصالية منذ 15شهرا، في حركة جديدة أطلقوا عليها اسم "المبادرة الصحراوية من أجل التغيير"، بحسب ما أعلنت وسائل إعلام مقربة من الجبهة الانفصالية. مصدر دبلوماسي مغربي، كشف أن الأمانة العامة لجبهة البوليساريو الانفصالية، دعت إلى اجتماع طارئ، للتداول في شأن المبادرة التي أطلقت. وخلافا للمبادرات السابقة، فإن مؤسسي هذه المبادرة، يعتبرون من الوجوه المعروفة في الجبهة الانفصالية، وسبق لهم أن شغلوا مناصب عليا في الجبهة الانفصالية. ويعتبر الحاج أحمد بارك الله، الأكثر شهرة بين الموقعين على البيان التأسيسي للمبادرة، حيث سبق له أن اشتغل لفترة طويلة في منصب "وزير أمريكا اللاتينية"، ما مكنه من نسج علاقات داخل البرلمانات الأجنبية، ومع وسائل الإعلام. وبعد تقارير دولية سابقة كانت قد رصدت اختلالات في المساعدات التي تقدم لمخيمات تندوف، دعت المبادرة الجديدة إلى اعتماد مبدأ الشفافية في إدارة شؤون سكان المخيمات في تندوف، ومكافحة الفساد. وطالب بيان التأسيس بتعديل الخطاب السياسي، كما طالبت بوضع حد لهيمنة الحرس القديم على جبهة البوليساريو، وإنهاء الهيمنة الأبدية. وتعيش الجبهة الانفصالية وضعا صعبا، منذ نجاح المغرب في استعادة مقعده في الاتحاد الأفريقي مطلع العام الجاري، ومحاصرته لها في عدد من المحافل الدولية، إلا أن الأعين لا زالت تترقب ما سينتهي إليه مخاض محاولة منع المغرب للجبهة الانفصالية من حضور القمة الأفريقية الأوروبية، المرتقبة الشهر المقبل في أبيدجان الإيفوارية، رغم التأكيد الأوروبي على رفض الاعتراف بالجمهورية الوهمية في الصحراء.